Muuqaalka Murtida Dadweynaha Falastiiniyiinta
موسوعة الأمثال الشعبية الفلسطينية
Noocyada
إن ما نحن بحاجة ماسة إليه بعد نصف قرن من النكبة هو، بالدرجة الأولى، التوثيق. توثيق المثل والأغنية والذاكرة، وربما في بعض الأحيان الشتيمة؛ فما دام عدونا يراهن على ذوباننا في مجتمعات الشتات لا بد من رص الصفوف لنحفظ تاريخنا (مستقبل أطفالنا).
وأعتقد جازما أن مسألة التوثيق - توثيق كل ما يتعلق بالذاكرة الشفوية الفلسطينية - مسألة لا يجب أن تكون حكرا على المثقفين والباحثين والمفكرين وحسب، بل يجب أن تصبح ظاهرة يمارسها كل وأي فلسطيني، حتى ولو لم يستطع أحدنا سوى تدوين أو تسجيل ذاكرة المقربين إليه.
ومما يثير الحفيظة حول موضوع تدوين الذاكرة، هو أن يعج أرشيف مؤسسات البحث البريطانية المختلفة بوثائق فلسطينية عمرها من عمر الانتداب البريطاني على فلسطين، وربما قبل، في حين يفتقر الجزء الأكبر من مراكز الدراسات الفلسطينية، التابعة لبعض الفصائل الفلسطينية إلى تواريخ بعض الأحداث الجسام.
ومن المؤسف حقا أن تنفق إحدى الفصائل الفلسطينية (الطليعية) آلاف الدولارات على نفقات واحتفالات (شكلية)، في حين «تعجز» أو «تتعاجز» عن إمداد بعض المتبرعين بجهدهم ووقتهم، ببعض المعدات اللازمة لإحدى عمليات التوثيق، والتي ستعود ملكيتها لهذا الفصيل بعد الانتهاء من العمل. انطلاقا من ضرورة هذا العمل - وأعني التوثيق، و«تلهي» بعض الفصائل الفلسطينية ببعض «المسليات» - لا بد من العمل الدءوب، ولو كان فرديا ؛ بغية تدوين الماضي ليكون ذخرا ورصيدا للمستقبل.
ولعل لنا في تجربة الباحث السهلي أسوة طيبة؛ علنا نتمكن، وسنتمكن بإذن الله، من مواجهة سياسة إسرائيلية جديدة قديمة، عمادها السطو على التراث الشعبي الفلسطيني، والتي لم تكن سرقة الزي الفلسطيني واستخدامه على متن طائرات (العال الإسرائيلية) سوى مظهر من مظاهرها. الأمر الذي يلح علينا بالعمل الدءوب لتدوين ما أمكن من ذاكرة الوطن، ولكل مجتهد نصيب.
محمد عبد السلام كريم
مقدمة
تعود عملية جمع أمثال هذه الموسوعة إلى عام 1970م، وكانت هذه العملية أول ما بدأت، لا تعتمد على أي أساس علمي، بل كان الجمع يتم بشكل عشوائي؛ أي «كيف ما أجت تيجي». ومع مرور الوقت تجمع لدي عدد كبير من الأمثال والأقوال الشعبية الفلسطينية. ولم تمض بضع سنوات حتى فكرت بإصدار كتاب يبحث في هذه الأمثال. وفي عام 1986م نفذت الفكرة وأنجزت مخطوط الكتاب، إلا أن دار النشر التي أبدت استعدادها لنشر الكتاب وتوزيعه أخلفت وعدها، لأسباب تخصها؛ فلم ير الكتاب النور، رغم الانتظار الذي استمر حوالي أربعة أعوام، والتي تجمع لدي خلالها المزيد من الأمثال الشعبية الفلسطينية، وكان هذا الكم الهائل منها يصلح لإعداد موسوعة تضم هذه الأمثال.
وبالرغم من ضخامة عدد الأمثال الشعبية التي توفرت لدي، فإنني لا أستطيع الادعاء بأنها تمثل كل أمثال شعبنا العربي الفلسطيني، بل الجزء الأعظم منها؛ لذلك فقد جاء هذا العمل ليحمل عنوانا أعرض بقليل من واقعه، وهو «موسوعة الأمثال والأقوال الشعبية الفلسطينية.»
إن الهدف من هذه الموسوعة يكمن في أهمية جمع أكبر عدد ممكن من الأمثال والأقوال الشعبية الفلسطينية، ونشرها؛ للحفاظ عليها، بدل أن تكون هذه الأمثال متناثرة ومبعثرة هنا وهناك.
Bog aan la aqoon