259

Mawsuca Quraniyya

Noocyada

وما المرء إلا كالشهاب وضوئه يحور رمادا بعد إذ هو ساطع ولأنها كانت إليه قبل خلق عبيده ، فلما خلقهم ملكهم بعضها خلافة ونيابة ، ثم رجعت إليه بعد هلاكهم ، ومنه قوله تعالى : ( لمن الملك اليوم ) [غافر : 16] وقوله تعالى : ( الملك يومئذ الحق للرحمن ) [الفرقان : 26] وإنما قال سبحانه : ( وإلى الله ترجع الأمور ) (210) ولم يقل إليه ، وإن كان قد سبق ذكره مرة ، لقصد التعميم والتعظيم.

فإن قيل : لم طابق الجواب السؤال في قوله تعالى : ( يسئلونك ما ذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين ) [الآية 215] فإنهم سألوا عن بيان ما ينفقون ، وأجيبوا عن بيان المصرف؟.

قلنا : قد تضمن قوله تعالى : ( قل ما أنفقتم من خير ) بيان ما ينفقونه وهو كل خير ، ثم زيد على الجواب بيان المصرف ، ونظيره قوله تعالى : ( وما تلك بيمينك يا موسى (17) قال هي عصاي ) [طه].

فإن قيل : لم جاء «يسألونك» ثلاث مرات بغير واو : ( يسئلونك ما ذا ينفقون ) [الآية 215] ، ( يسئلونك عن الشهر الحرام ) [الآية 217] ، ( يسئلونك عن الخمر والميسر ) [الآية 219]. ثم جاء ثلاث مرات بالواو : ( ويسئلونك ما ذا ينفقون ) [الآية 219] ، ( ويسئلونك عن اليتامى ) [الآية 220] ( ويسئلونك عن المحيض )؟ [الآية 222].

قلنا : لأن سؤالهم عن الحوادث الأول وقع متفرقا ، وعن الحوادث الأخر وقع في وقت واحد ، فجيء بحرف الجمع دلالة على ذلك.

فإن قيل : لم قال تعالى : ( وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم ) (227). وعزمهم الطلاق مما يعلم ، لا مما يسمع؟

قلنا : الغالب أن العزم على الطلاق ، وترك الفيء ، لا يخلو من دمدمة ، وإن خلا عنها ، فلا بد له أن يحدث نفسه ويناجيها بما عزم عليه ، وذلك حديث لا يسمعه إلا الله تعالى ، كما يسمع وسوسة الشيطان.

فإن قيل : لم قال تعالى : ( وبعولتهن أحق بردهن في ذلك ) [الآية 228] ولا حق للنساء في الرجعة ، وأفعل يقتضي الاشتراك؟

قلنا : المراد أن الزوج إذا أراد الرجعة وأبت ، وجب إيثار قوله على قولها ، لأن لها حقا في الرجعة .

Bogga 272