253

Mawsuca Quraniyya

Noocyada

الإنسان وقدرته حتى يصح أن ينهى عنه ، على صفة أو يؤمر به على صفة ، فلم قال تعالى : ( ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) (102).

قلنا : معناه : اثبتوا على الإسلام ، حتى إذا جاءكم الموت متم على دين الإسلام ، فهو في المعنى أمر بالثبات على الإسلام والدوام عليه ، أو نهي عن تركه.

فإن قيل : قوله عز وجل : ( فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ) [الآية 137]. إن أريد به الله تعالى فلا مثل له ، وإن أريد به دين الإسلام فلا مثل له أيضا ، لأن دين الحق واحد؟.

قلنا : كلمة مثل زائدة. معناه : فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به ، يعني بمن آمنتم به وهو الله تعالى ، أو بما آمنتم به وهو دين الإسلام ، و «مثل» قد تزاد في الكلام كما في قوله تعالى : ( ليس كمثله شيء ) [الشورى : 11] وقوله تعالى : ( كمن مثله في الظلمات ) [الأنعام : 122] ومثل بمعنى واحد ؛ وقيل الباء زائدة كما في قوله تعالى : ( بجذع النخلة ) [مريم : 25] أي مثل إيمانكم بالله أو بدين الإسلام.

فإن قيل : لم قال تعالى : ( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ) [الآية 143] وهو لم يزل عالما بذلك؟

قلنا : قوله تعالى : ( لنعلم ) أي لنعلم كائنا موجودا ما قد علمناه ، أنه يكون ويوجد ، أو أراد بالعلم التمييز للعباد ، كقوله تعالى : ( ليميز الله الخبيث من الطيب ) [الأنفال : 37].

إن قيل : لم قال تعالى : ( فلنولينك قبلة ترضاها ) [الآية 144] وهذا يدل على أنه (ص )، لم يكن راضيا بالتوجه إلى بيت المقدس ، مع أن التوجه إليه كان بأمر الله تعالى وحكمه؟

قلنا : المراد بهذا ، رضا المحبة بالطبع ، لا رضا التسليم والانقياد الأمر الله تعالى.

فإن قيل : لم قال تعالى : ( وما أنت بتابع قبلتهم ) [الآية 145] ولهم قبلتان : لليهود قبلة ، وللنصارى قبلة؟.

قلنا : لما كانت القبلتان باطلتين مخالفتين لقبلة الحق ، فكانتا بحكم الاتحاد في البطلان قبلة واحدة.

فإن قيل : كيف يكون للظالمين من اليهود أو غير هم حجة على المؤمنين ، حتى قال تعالى ( لئلا يكون للناس

Bogga 266