233

Mawsuca Quraniyya

Noocyada

( ما ذا ) بمنزلة (ما). وان جعلت ( ما ذا ) بمنزلة «الذي» ، قلت : (قل العفو) (1)؛ والأولى منصوبة ، وهذه مرفوعة ، كأنه قال : «ما الذي ينفقون» فقال : «الذي ينفقون العفو». وإذا نصبت فكأنه قال : «ما ينفقون» فقال : «ينفقون العفو» لأن «ما» إذا لم تجعل بمنزلة «الذي» ، ف «العفو» منصوب ب «ينفقون». وان جعلت بمنزلة «الذي» ، فهو مرفوع بخبر الابتداء ، كما قال ( ما ذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين ) (24) [النحل] ، جعل ( ما ذا ) بمنزلة «الذي» ، وقال ( ما ذا أنزل ربكم قالوا خيرا ) [النحل : 30] ، جعل ( ما ذا ) بمنزلة «ما». وقد يكون إذا جعلها بمنزلة «ما» ، وحدها ، الرفع على المعنى. لأنه لو قيل له : «ما صنعت»؟ فقال : «خير» ، أي : الذي صنعت خير ، لم يكن به بأس. ولو نصبت إذا جعلت «ذا» بمنزلة «الذي» ، كان أيضا جيدا ، لأنه لو قيل لك : «ما الذي صنعت» فقلت : «خيرا» أي : صنعت خيرا. كان صوابا. قال الشاعر (من الوافر وهو الشاهد الثلاثون):

دعي ما ذا علمت سأتقيه

ولكن بالمغيب نبئيني

جعل «ما» و «ذا» بمنزلة «ما» وحدها ، ولا يجوز أن يكون «ذا» بمنزلة «الذي» في هذا البيت لأنك لو قلت : «دعي ما الذي علمت» لم يكن كلاما. وقال أهل التأويل في قوله تعالى : ( ما ذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين ) [النحل : 24] ، لأن الكفار جحدوا أن يكون ربهم أنزل شيئا ، فقالوا لهم : «ما تقولون أنتم أساطير الأولين» أي : «الذي تقولون أنتم أساطير الأولين» ، ليس على «أنزل ربنا أساطير الأولين». وهذا المعنى فيما نرى والله أعلم كما قال تعالى ( وإن تخالطوهم فإخوانكم ) [الآية 220] أي : فهم إخوانكم.

قال تعالى ( ويسئلونك عن المحيض ) [الآية 222] والمحيض هو : الحيض.

وإنما أكثر الكلام في المصدر إذا بني

Bogga 245