Mawsuca Quraniyya

Daar Taqrib d. 1450 AH
185

Mawsuca Quraniyya

Noocyada

و «أنه الحمد لله». وهذه بمنزلة قوله تعالى ( أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ) [طه : 89] و (وحسبوا ألا تكون فتنة) (1) ولكن هذه إذا خففت وهي إلى جنب الفعل ، لم يحسن إلا إن معها «لا» ، حتى تكون عوضا من ذهاب التثقيل والإضمار. ولا تعوض «لا» في قوله تعالى ( أن الحمد لله ) لأنها لا تكون ، وهي خفيفة ، عاملة في الاسم. وعوضها «لا» إذا كانت مع الفعل لأنهم أرادوا أن يبينوا أنها لا تعمل في هذا المكان ، وأنها ثقيلة في المعنى. وتكون «أن» الخفيفة تعمل في الفعل ، وتكون هي الفعل اسما للمصدر ، نحو قوله تعالى : ( على أن نسوي بنانه ) (4) [القيامة] إنما هي «على تسوية بنانه».

* باب من الاستثناء

( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني ) [الآية 78] منصوبة ، لأنه مستثنى ، ليس من أول الكلام ، وهذا الذي يجيء في معنى «لكن» ، خارجا من أول الكلام ، إنما يريد «لكن أماني» ، و «لكنهم يتمنون».

وإنما فسرناه ب «لكن» لنبين خروجه من الأول. ألا ترى أنك إذا ذكرت «لكن» وجدت الكلام منقطعا من أوله ، ومثل ذلك في القرآن كثير (منه قوله عز وجل ) ( وما لأحد عنده من نعمة تجزى (19) إلا ابتغاء وجه ربه ) [الليل] وقوله : ( ما لهم به من علم إلا اتباع الظن ) [النساء : 157] وقوله : ( فلو لا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ) [هود : 116] كأنه يقول : «فهلا كان منهم من ينهى» ثم كأنه قال : «ولكن قليلا منهم من ينهى» ثم كأنه قال «ولكن (2) قليل منهم قد نهوا» فلما جاء مستثنى خارجا من الأول انتصب. ومثله ( فلو لا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس ) [يونس : 98] كأنه يقول «فهلا كانت» ثم قال : «ولكن قوم يونس» ف «إلا» تجيء في معنى «لكن». وإذا عرفت أنها في معنى «لكن» ، فينبغي أن تعرف خروجها من أوله. وقد يكون (إلا قوم

Bogga 197