كان المسلمون يوم بدر كل ثلاثة على بعير، فكان إذا كانت عقبة النبي ﷺ قال له صاحباه: "اركب حتى نمشي عنك"، فيقول: "ما أنتما بأقوى على المشي مني، وما أنا بأغنى عن الأَجر منكما".
وعند نشوب القتال يوم بدر، خرج ثلاثة من رجالات المشركين وقادتهم فدعوا إلى البراز، فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار، فكره رسول الله ﷺ أن يكون أول قتال لقى فيه المسلمون المشركين في الأنصار، وأحب أن تكون الشوكة ببني عمه وقومه، فقال رسول الله ﷺ: "يا بني هاشم! قوموا قاتلوا بحقكم الذي بعث الله به نبيكم إذ جاؤوكم بباطلهم ليطفئوا نور الله".
وفي المعركة كان النبي ﷺ يضرب بنفسه لأصحابه في الشجاعة والإقدام أروع الأمثال. قال الإمام علي بن أبي طالب ﵁: "ولمَّا كان يوم بدر وحضر البأس، اتقينا برسول الله ﷺ، وكان من أشد الناس بأسًا، وما كان أحد أقرب إلى المشركين منه".
وكان رسول الله ﷺ في أثر المشركين بعد انهيار صفوفهم يتلو الآية الكريمة: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾، فأجاز على جريحهم وطلب مدبرهم.
وبعد المعركة سلم ﷺ الغنيمة للمسلمين الذين حضروا بدرًا، وأخذ سهمه مع المسلمين، لا فرق بينه وبين أي مسلم آخر.
لم يستأثر بالدعة والأمن بل قاتل هو قتال الأبطال الصناديد أمام المقاتلين من أصحابه، ولم يؤثر ذوي قرباه بالراحة والاطمئنان بل آثرهم بالنزال والطعان، فلما انتصر المسلمون كان نصيبه من الغنائم نصيب أحدهم لا يزيد.