90

Mawrid Latafa

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

Baare

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

Daabacaha

دار الكتب المصرية

Goobta Daabacaadda

القاهرة

وَلما ولي الْخلَافَة أبطل جَمِيع مَا كَانَت أَهله تستأديه من بَيت المَال، وضيق على نَفسه وعَلى آله تضييقا كثيرا حَتَّى أَنه مرض مرّة؛ فَدخل عَلَيْهِ الْأُمَرَاء يعودونه؛ فوجدوا عَلَيْهِ قَمِيصًا وسخا لَا يُسَاوِي أَرْبَعَة دَرَاهِم؛ فَقَالُوا لزوجته: لم لَا تغسليه [لَهُ] !؟ فَقَالَت: وَالله مَاله غَيره، وأخشى أَن أقلعه يبْقى عُريَانا. قلت: هَذَا، وخراج الأَرْض كلهَا يحمل إِلَيْهِ، مَعَ مَا كَانَ عَلَيْهِ من الترف وَالْمَال قبل أَن يَلِي الْخلَافَة. وَكَانَت وَفَاته يَوْم الْجُمُعَة لخمس بَقينَ من رَجَب سنة إِحْدَى وَمِائَة بدير سمْعَان من أَعمال حمص. وَصلى عَلَيْهِ ابْن عَمه يزِيد بن عبد الْملك الَّذِي تخلف بعده، وَهُوَ ابْن تسع وَثَلَاثِينَ سنة وَسِتَّة أشهر. وَقَالَ أَبُو عَمْرو الضَّرِير: [إِنَّه] توفى بدير سمْعَان لعشر بَقينَ من رَجَب. وَكَانَت خِلَافَته تِسْعَة وَعشْرين شهرا كَأبي بكر الصّديق ﵄. وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَارِيخه عَن يُوسُف بن مَاهك قَالَ: بَينا نَحن نسوى التُّرَاب على [قبر عمر بن عبد الْعَزِيز] إِذْ سقط علينا كتاب رق من السَّمَاء، فِيهِ: بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم. أَمَان من الله لعمر بن عبد الْعَزِيز من النَّار -[﵀ وَرَضي عَنَّا بِهِ. آمين]-.

1 / 92