وَذكر الْمبرد عَن مُحَمَّد بن حبيب قَالَ: أول من حول [من] قبر إِلَى قبر عَليّ بن أبي طَالب ﵁.
وَلما دفن عَليّ ﵁ أحضروا عبد الرَّحْمَن بن ملجم؛ فَاجْتمع النَّاس وَجَاءُوا بالنفط والبواري؛ فَقَالَ إبنه مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة وَأَخُوهُ الْحُسَيْن وَعبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب: دَعونَا نشتفي مِنْهُ؛ فَقطع عبد الله يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ؛ فَلم يجزع وَلم يتَكَلَّم، ثمَّ كحلوا عَيْنَيْهِ فَجعل يَقُول: إِنَّك لتكحل عَيْني عمك، وهذأ، وَعَيناهُ تسيلان على خَدّه.
ثمَّ أَمر بِهِ؛ فعولج على لِسَانه ليقطع فجزع، فَقيل لَهُ فِي ذَلِك؛ فَقَالَ: ماذاك [يجزع]، وَلَكِنِّي أكره أَن أبقى فِي الدُّنْيَا لَا أذكر الله؛ فَقطعُوا لِسَانه، ثمَّ أَخْرجُوهُ فِي قوصرة.
وَكَانَ - قبحه الله - أسمر، حسن الْوَجْه، أفلج، فِي جَبهته أثر السُّجُود؛ فألقي فِي النَّار.
وَتَوَلَّى الْخلَافَة بعده إبنه [الْحسن ﵄] .
1 / 60