287

Mawrid Latafa

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

Tifaftire

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

Daabacaha

دار الكتب المصرية

Goobta Daabacaadda

القاهرة

ثمَّ وَقع لِلْحَافِظِ هَذَا أُمُور، وَكَانَ كثير الْمَرَض بالقولنج، فَعمل لَهُ شرماه الْحَكِيم الديلمي طبل القولنج الَّذِي وجد فِي خزائنهم لما ملك) صَلَاح الدّين يُوسُف مصر [من بعدهمْ] .
وَكَانَ هَذَا الطبل ركب من الْمَعَادِن السَّبْعَة [وَالْكَوَاكِب السَّبْعَة] فِي أَشْرَافهَا، وكل وَاحِد من السَّبْعَة فِي وقته.
وَكَانَ من خَاصَّة هَذَا الطبل إِذا ضرب بِهِ أحد خرج مِنْهُ ريح [من مخرجه]؛ [ولهذه الخاصية] كَانَ ينفع من القولنج.
فَلَمَّا وجد فِي الخزائن ضرب بِهِ بعض الأكراد الأجلاف؛ فَخرج مِنْهُ ريح؛ فَغَضب وكسره من حنقه.
وَنَدم صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب عَلَيْهِ غَايَة النَّدَم.
وَفِي أَيَّام الْحَافِظ بهدلت الْخلَافَة حَتَّى لم يبْق [لَهُ] من الحكم لَا قَلِيل وَلَا كثير.
وَفِي أَيَّامه طلع بِدِمَشْق سَحَاب أسود أظلم مِنْهُ الجو، وهبت ريح عَاصِفَة قلعت شَجرا وهدمت أَمَاكِن كَثِيرَة، ثمَّ أمْطرت مَطَرا عَظِيما زَادَت مِنْهُ الْأَنْهَار، وكادت دمشق تغرق.
ودام الْحَافِظ فِي الْخلَافَة، إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.

1 / 289