136

Mawrid Latafa

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

Baare

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

Daabacaha

دار الكتب المصرية

Goobta Daabacaadda

القاهرة

وَأما فَصَاحَته؛ فَإِنَّهُ كتب لطاهر بن الْحُسَيْن لما انتدب لقتاله تعصبا لِلْمَأْمُونِ رقْعَة فِيهَا: يَا طَاهِر مَا قَامَ [لنا] مُنْذُ قمنا قَائِم بحقنا؛ فَكَانَ جَزَاؤُهُ عندنَا إِلَّا السَّيْف؛ فَانْظُر لنَفسك أَو دع.
قَالَ: فَلم يزل طَاهِر [بعد ذَلِك] يتَبَيَّن موقع الرقعة.
وَكَانَت هَذِه الرقعة فِيهَا غَايَة التخذيل؛ فَإِنَّهُ لوح فِيهَا بِأبي مُسلم الْخُرَاسَانِي وَأَمْثَاله الَّذين بذلوا نُفُوسهم فِي النصح؛ فَكَانَ مآلهم إِلَى الْقَتْل.
وَسبب نكبة الْأمين [هَذَا] وخلعه وَقَتله: أَنه لما ولي الْخلَافَة فرق الْأَمْوَال، وانعكف على شرب الْخمر، ومنادمة الْفُسَّاق، وَأرْسل إِلَى الْبِلَاد فَجمع المغاني والطنازين وأجرى عَلَيْهِم الرَّوَاتِب؛ واحتجب عَن الْأُمَرَاء والأعيان.
ثمَّ قسم الْأَمْوَال والجواهر فِي الخصيان وَالنِّسَاء، وَاشْترى عريب الْمُغنيَة بِمِائَة ألف دِينَار.
وَطلب من عَمه إِبْرَاهِيم [بن] الْمهْدي - الْمَعْرُوف بإبن شكْلَة - جَارِيَته؛ فَأبى إِبْرَاهِيم أَن يَدْفَعهَا لَهُ؛ فَركب الْأمين إِلَى منزل عَمه [الْمَذْكُور]؛ فَأَخذهَا مِنْهُ.

1 / 138