111

Mawrid Latafa

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

Baare

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

Daabacaha

دار الكتب المصرية

Goobta Daabacaadda

القاهرة

وَقَالَ أَبُو معشر السندي: قتل مَرْوَان وَهُوَ إِبْنِ إثنتين وَسِتِّينَ سنة. قلت: وَكَانَ قَتله فِي ذِي الْحجَّة من سنة إثنتين وَثَلَاثِينَ وَمِائَة. ويروى أَن مَرْوَان مر فِي هربه على رَاهِب فَقَالَ: يَا رَاهِب ﴿هَل تبلغ الدُّنْيَا من الْإِنْسَان أَن تَجْعَلهُ مَمْلُوكا؟﴾ قَالَ: نعم ﴿قَالَ: كَيفَ؟ قَالَ: يُحِبهَا. قَالَ: فَمَا السَّبِيل إِلَى الْعتْق؟ . قَالَ: ببغضها والتخلي عَنْهَا. قَالَ: هَذَا مَا لَا يكون﴾ . قَالَ: بل سَيكون؛ فبادر بالهرب مِنْهَا قبل أَن تبادرك. قَالَ: هَل تعرفنِي؟ . قَالَ: نعم أَنْت مَرْوَان ملك الْعَرَب، تقتل فِي السودَان وتدفن بِلَا أكفان، وَلَوْلَا أَن الْمَوْت فِي طَلَبك لدللتك على مَوضِع هربك. وَقَالَ هِشَام بن عمار: حَدثنَا عبد الْمُؤمن بن مهلهل عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ لي مَرْوَان لما أَن عظم أَمر أَصْحَاب الرَّايَات السود: لَوْلَا وحشتي لَك وأنسي بك لأحببت أَن تكون وَدِيعَة فِيمَا بيني وَبَين هَؤُلَاءِ؛ فتأخذ لي وَلَك الْأمان. قلت: وَبَلغت هَذَا الْحَال؟ ! . قَالَ: أَي وَالله. قلت: فأدلك على أحسن مِمَّا أردْت. قَالَ: [قل] . قلت: إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد فِي يدك، تخرجه من الْحَبْس وتزوجه ببنتك وتشركه فِي أَمرك؛ فَإِن كَانَ الْأَمر كَمَا تَقول انتفعت بذلك عِنْده، وَإِن لم يكن كَذَلِك كنت قد وضعت بنتك فِي كفاة. قَالَ: أَشرت وَالله بِالرَّأْيِ، وَلَكِن وَالله السَّيْف أَهْون من هَذَا. إنتهى. قلت: وأخبار مَرْوَان طَوِيلَة، وَوَقَائعه كَثِيرَة من أَوَائِل أمره إِلَى آخِره.

1 / 113