ولحرص صحابة رسول الله ﷺ على العلم، سأل عبد الله بن عمرو رسول الله ﷺ عن موقف المسلم الذي ينجو به من هذه الفتن، وهو ما عنونت به مطالب هذا المبحث. أعاذنا الله من الفتنة، فأرشده ﷺ إلى خطوات عملية لاجتنابها، وقد جاءت أدلة أخرى تذكر ضوابط شرعية لموقف المسلم من الفتنة، نورد بعضها إجمالا، قبل التفصيل للضوابط الواردة في حديث عبد الله بن عمرو ﵁، ومن هذه الضوابط:
١. الاعتصام بالكتاب والسنة، يقول تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (^١).
٢. التقوى وملازمة العبادة. قال ﷺ: «العبادة في الهرج كهجرة إليّ» (^٢).
٣. لزوم جماعة المسلمين. قال ﷺ: «من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة
شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية» (^٣).
(^١) سورة آل عمران: ١٠١.
(^٢) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفتن، باب فضل العبادة في الهرج (٤/ ٢٢٦٨) ٢٩٤٨.
(^٣) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الفتن، باب قول ال نبي ﷺ «سترون بعدي أمروًا تنكرونها» (٩/ ٤٧) ٧٠٥٤، ومسلم في صحيحه كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور اغلفتن (٣/ ١٤٧٧) ١٨٤٩.