Mawarid al-Dhaman li-Durus al-Zaman
موارد الظمآن لدروس الزمان
Lambarka Daabacaadda
الثلاثون
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٤ هـ
Noocyada
القلبِ وعدمُ نُفْرتِهِ مِنَ القبيحِ وكالْحَيَا الذي هو المطرُ الذي بهِ حياةُ كلِّ شيءٍ قَالَ تعالى: ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا﴾ كَانَ مَيْتًا بَالْجَهْلِ قَلْبُهُ فَأحياهُ بالعِلْمِ وَجَعَلَ لَهُ مِنَ الإِيمَانِ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي الناسِ.
الوجهُ الثالثُ والثلاثون: أنَّ الله سُبْحَانَهُ جَعَلَ صَيْدَ الكلبِ الْجَاهِلِ مَيْتَةً يَحرُمُ أكلُها وأباحَ صَيْدَ الكلبِ الْمُعَلَّمْ وهذا أيضًا مِنْ شَرَفِ الْعِلْمِ أَنَّهُ لا يُباحُ إلا صَيْدُ الكلبِ الْعَالِم، وَأَمَّا الْكَلْبُ الْجَاهلُ فَلا يَحِلُّ أَكلُ صَيْدِهِ فدلَّ عَلى شَرَفِ الْعِلْمِ وَفَضْلِهِ.
شعرًا:
إِذَا مَا أُنَاسٌ فَاخرُونَا بِمَالِهمْ ... فَإنِّي بِمِيراثِ النَّبِيين فَاخِرٌ
أَلَمْ تَرَ الْعِلْمِ يُذْكَرُ أَهْلُه ... بِكُلِّ جَمِيلٍ فِيهِ وَالْعَظمُ نَاخرْ
سَقَى اللهُ أَجْدَاثًا أَجَنَّتْ مَعاشِرًا ... لهمُ أَبْحُرٌ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ زَوَاخِرُ
آخر:
الْعِلْمُ بالتَّوْحِيدِ أَفْضَلُ مُكْتَسَبْ ... ثُمَّ الْحَدِيث يَتْلُوهُ فَنِعْمَ الأَدَبْ
فاشْدُدْ يَدَيْكَ بِحَبْلَيْهِمَا ... فَلِحَبْلَيْهِمَا أَقْوى سَبَبْ
هَذَا هُو الْكِنْزُ الذي ... يَبْقَى إِذَا فَنِي الذَّهَبْ
وقَالَ ﵀:
الله ﷾ خلق الخلق لعبادته الجامعة لمحبته وإيثار مرضاته، المستلزمة لمعرفته، ونصب للعباد علمًا لا كمال لهم إلا به.
وهو: أن تكون حركاتهم كلها موافقة على وفق مرضاته ومحبته، ولذلك أرسل رسله وأنزل كتبه، وشرع شرائعه.
فكمال العبد الذي لا كمال له إلا به: أن تكون حركاته موافقة لما يحبه الله منه ويرضاه له. ولهذا جعل إتباع رسوله ﷺ دليلًا على محبته. قَالَ تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ .
1 / 132