58

Mawahib Laduniyya

المواهب اللدنية بالمنح المحمدية

Daabacaha

المكتبة التوفيقية

Lambarka Daabacaadda

-

Goobta Daabacaadda

القاهرة- مصر

وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ إلى قوله: وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ «١» «٢» . قال الشيخ تقى الدين السبكى: «فى هذه الآية الشريفة من التنويه بالنبى ﷺ وتعظيم قدره العلى ما لا يخفى، وفيه مع ذلك: أنه على تقدير مجيئه فى زمانهم يكون مرسلا إليهم، فتكون رسالته ونبوته عامة لجميع الخلق، من زمن آدم إلى يوم القيامة، وتكون الأنبياء وأممهم كلهم من أمته، ويكون قوله: «وبعثت إلى الناس كافة» «٣» لا يختص به الناس من زمانه إلى يوم القيامة، بل يتناول من قبلهم أيضا. ويتبين بذلك معنى قوله- ﷺ: «كنت نبيّا وآدم بين الروح والجسد» «٤» . «ثم قال: فإذا عرف هذا فالنبى- ﷺ نبى الأنبياء، ولهذا ظهر فى الآخرة جميع الأنبياء تحت لوائه، وفى الدنيا كذلك ليلة الإسراء صلى بهم. ولو اتفق مجيئه فى زمن آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى- صلوات الله وسلامه عليهم- وجب عليهم وعلى أممهم الإيمان به ونصرته. وبذلك أخذ الله الميثاق عليهم» . انتهى وسيأتى- إن شاء الله تعالى- مزيد لذلك فى المقصد السادس. وذكر العارف الربانى عبد الله بن أبى جمرة فى كتابه «بهجة النفوس»، ومن قبله ابن سبع فى «شفاء الصدور» عن كعب الأحبار، قال: لما أراد الله تعالى أن يخلق محمدا، أمر جبريل أن يأتيه بالطينة التى هى قلب الأرض وبهاؤها ونورها، قال: فهبط جبريل فى ملائكة الفردوس وملائكة الرقيع الأعلى، فقبض قبضة رسول الله- ﷺ من موضع قبره الشريف، وهى

(١) سورة آل عمران: ٨١. (٢) قلت: وهل يستدل على مثل هذه الأمور بأخبار لا أسانيد لها. (٣) صحيح: أخرجه البخارى (٣٣٥) فى التيمم، باب: وقول الله تعالى: فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا، ومسلم (٥٢١) فى المساجد، باب: رقم (١)، من حديث جابر رضى الله عنه-. (٤) صحيح: وقد تقدم.

1 / 45