54

Mawahib Laduniyya

المواهب اللدنية بالمنح المحمدية

Daabacaha

المكتبة التوفيقية

Lambarka Daabacaadda

-

Goobta Daabacaadda

القاهرة- مصر

وأما ما اشتهر على الألسنة بلفظ: كنت نبيّا وآدم بين الماء والطين «١» . فقال شيخنا العلامة الحافظ أبو الخير السخاوى- نفع الله بعلومه- فى كتابه «المقاصد الحسنة»: لم نقف عليه بهذا اللفظ. انتهى. وقال الحافظ ابن رجب، فى اللطائف: وبعضهم يرويه: «متى كتبت» من الكتابة، انتهى. قلت: وكذا رويناه فى جزء من حديث أبى عمرو، إسماعيل بن نجيد، ولفظه: متى كتبت نبيّا؟ قال: «كتبت وآدم بين الروح والجسد» «٢» . فتحمل هذه الرواية مع رواية العرباض بن سارية على وجوب نبوته وثبوتها، وظهورها فى الخارج، فإن الكتابة تستعمل فيما هو واجب. قال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ «٣» . وكَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ «٤» . وعن أبى هريرة أنهم قالوا: يا رسول الله، متى وجبت لك النبوة قال: «وآدم بين الروح والجسد» «٥» رواه الترمذى وقال: حديث حسن. وروينا فى جزء من أمالى أبى سهل القطان عن سهل بن صالح الهمدانى، قال: سألت أبا جعفر، محمد بن على، كيف صار محمد- ﷺ يتقدم الأنبياء وهو آخر من بعث؟ قال: إن الله تعالى لما أخذ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ «٦» . كان محمد- ﷺ أول من قال بلى، ولذلك صار يتقدم الأنبياء، وهو آخر من بعث.

(١) ليس له أصل، وانظر «كشف الخفاء» للعجلونى (٢٠٠٧ و٢٠١٧) . (٢) تقدم من حديث أبى هريرة، وميسرة الفجر- رضى الله عنهما-. (٣) سورة البقرة: ١٨٣. (٤) سورة المجادلة: ٢١. (٥) صحيح: وقد تقدم قبل قليل. (٦) سورة الأعراف: ١٧٢.

1 / 41