173

Mawahib Laduniyya

المواهب اللدنية بالمنح المحمدية

Daabacaha

المكتبة التوفيقية

Lambarka Daabacaadda

-

Goobta Daabacaadda

القاهرة- مصر

الطائف ودعاءه إياهم، وأنه لما انصرف عنهم بات بنخلة، فقرأ تلك الليلة من القرآن، فاستمعه الجن من أهل نصيبين.
قال: وهذا صحيح، لكن قوله إن الجن كان استماعهم تلك الليلة فيه نظر، فإن الجن كان استماعهم فى ابتداء الإيحاء، ويدل له حديث ابن عباس عند أحمد قال: كان الجن يستمعون الوحى فيسمعون الكلمة فيزيدون فيها عشرا، فيكون ما سمعوه حقّا وما زادوه باطلا، وكانت النجوم لا يرمى بها قبل ذلك، فلما بعث رسول الله- ﷺ كان أحدهم لا يأتى مقعده إلا رمى بشهاب يحرق ما أصاب منه، فشكوا ذلك إلى إبليس، فقال: ما هذا إلا من أمر قد حدث، فبعث جنوده فإذا النبى- ﷺ يصلى بين جبلى نخلة فأخبروه فقال: «هذا الحدث الذى حدث فى الأرض» «١» .
ورواه النسائى وصححه الترمذى.
قال: وخروجه- ﷺ إلى الطائف كان بعد موت عمه.
وروى ابن أبى شيبة عن عبد الله بن مسعود قال: هبطوا على النبى- ﷺ وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة، فلما سمعوه قالوا: أنصتوا، فأنزل الله ﷿: وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ «٢» .
فهذا مع رواية ابن عباس تقتضى أن رسول الله- ﷺ لم يشعر بحضورهم فى هذه المرة، وإنما استمعوا قراءته ثم رجعوا إلى قومهم، ثم بعد ذلك وفدوا إليه أرسالا، قوما وفوجا بعد فوج. انتهى.
وفى طريقه- ﵇ هذه، دعا بالدعاء المشهور:
«اللهم إليك أشكو ضعف قوتى، وقلة حيلتى، وهوانى على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت أرحم الراحمين، وأنت رب المستضعفين، إلى من

(١) صحيح: أخرجه الترمذى (٣٣٢٤) فى التفسير، من سورة الجن وأحمد فى «مسنده» (١/ ٢٧٤)، والطبرانى فى «الكبير» (١٢/ ٤٦)، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن الترمذى» .
(٢) سورة الأحقاف: ٢٩.

1 / 160