Mawahib Laduniyya
المواهب اللدنية بالمنح المحمدية
Daabacaha
المكتبة التوفيقية
Lambarka Daabacaadda
-
Goobta Daabacaadda
القاهرة- مصر
Noocyada
Taariikhda Nebiga
أحدهما: أن الله تعالى أظهر على يدى جبريل- ﵇ معجزات عرفه بها. كما أظهر الله تعالى على يد محمد- ﷺ معجزات عرفناه بها.
وثانيهما: أن الله تعالى خلق فى محمد- ﷺ علما ضروريّا بأن جبريل من عند الله ملك لا جنى ولا شيطان، كما أن الله تعالى خلق فى جبريل علما ضروريّا بأن المتكلم معه هو الله تعالى، وأن المرسل له ربه تعالى لا غير.
* وقول ورقة: يا ليتنى فيها جذعا. الضمير للنبوة، أى: ليتنى كنت شابّا عند ظهورها حتى أبالغ فى نصرتها وحمايتها. وأصل الجذع: من أسنان الدواب، وهو ما كان منها شابّا فتيّا.
وأخرج البيهقى من طريق العلاء بن جارية الثقفى عن بعض أهل العلم أن رسول الله- ﷺ حين أراد الله كرامته وابتداءه بالنبوة كان لا يمر بحجر ولا شجر إلا سلم عليه وسمع منه، فيلتفت رسول الله- ﷺ خلفه وعن يمينه وعن شماله فلا يرى إلا الشجر وما حوله من الحجارة. وهى تحييه بتحية النبوة: السلام عليك يا رسول الله الحديث «١» .
وعن جابر: أن رسول الله- ﷺ قال: «جاورت بحراء شهرا، فلما قضيت جوارى هبطت، فنوديت فنظرت عن يمينى فلم أر شيئا ونظرت عن شمالى فلم أر شيئا، ونظرت خلفى فلم أر شيئا، فرفعت رأسى فرأيت شيئا فلم أثبت له، فأتيت خديجة فقلت: دثرونى دثرونى»
وصبوا على ماء باردا فنزلت: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ «٣» الآية، وذلك قبل أن تفرض الصلاة» «٤» رواه البخارى ومسلم والترمذى.
ولم يكن جواره- ﷺ لطلب النبوة، لأنها أجل من أن تنال بالطلب
(١) سيأتى بتمامه فى موضعه.
(٢) الدثار: الثوب فوق غيره من الثوب.
(٣) سورة المدثر: ١- ٣.
(٤) صحيح: أخرجه البخارى (٤٩٢٢) فى التفسير، باب: سورة المدثر، ومسلم (١٦١) فى الإيمان، باب: بدء الوحى إلى رسول الله- ﷺ.
1 / 122