Matmah Amal
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
Noocyada
[فيما يجب أن يتأدب به السلطان]
ومن كلام الحكماء فيما يتأدب به السلطان: إنك إن تلتمس رضاء الناس تلمتس ما لا يدرك، وكيف يتفق لك رضا المخالفين أمام حاجتك إلى رضاء من رضاه الجور، وإلى موافقة من موافقته الضلال والجهالة، فعليك بالتماس رضا الأخيار وذوي العقول، فإنك متى تصب ذلك يضع عنك مؤونة ما سواه، احرص أن تكون خبيرا بأمور عمالك، وأن المسيء يعرف من خبرتك قبل أن تصيبه عقوبتك، وأن المحسن يستبشر بعلمك قبل أن يأتيه معروفك، ليعرف الناس من أخلاقك أن لا تعاجل بالثواب ولا بالعقاب، فإن ذلك أدوم لخوف الخائف، وأرجى لرجاء الراجي، عود نفسك الصبر على ما خالفك من رأي ذوي النصيحة والتجرع لمرارة قولهم وعذلهم، ولا تستسهلن سبيل ذلك[97ب] إلا لأهل الفضل والمروءة والعقل، وليكن ذلك في ستر؛ لئلا ينشر عليك من ذلك ما يجترئ به عليك سفيه، أو يستخف به شان، واعلم أن رأيك لا يتسع لكل شيء ففرغه لمهم ما يعنيك، وأن مالك لا يتسع لجميع الناس فاخصص به أهل الحق، وأن ليلك ونهارك لا يستوعبان حاجاتك فأحسن قسمتها بين عملك ودعتك، واعلم أنك إن شغلت من رأيك بغير المهم أزرى بك في المهم، وما صرفت من مالك في الباطل فقدته حين تريده للحق، وما عدلت به من كرامتك إلى أهل النقص أضر بك العجز عن أهل الفضل.
Bogga 370