Matmah Amal
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
Noocyada
[استطراد: السيد المرتضى]
وكان على القبة المقدسة رجل من فضلاء السادة يعرف بالسيد المرتضى.
وكان تقيا عابدا زاهدا، وكان ينقطع عنه في بعض الليالي لطول درس الإمام في الليل ما يحتاج للاستصباح به من الشيرج فيسأله الزيادة فيه، فكان يقول في بعض الليالي للإمام ما معناه: والنبي يا سيد ما أجد شيئا مما ذكرت، وكان في بعض الأوقات يرق للإمام من كثرة السهر ويقول: خفض عليك وارفق بنفسك فلست بخارج إماما.
ولما انتهى الحال بالإمام عليه السلام إلى القيام بالإمامة، والجلوس على سرير الخلافة طلع في بعض الأيام إليه جدنا رحمه الله في عدة من علماء ذلك الزمان، وفي صحبتهم السيد المرتضى المذكور، ولما أراد العود شكى السيد المرتضى حاله وعائلته وحاجته، فقال له الإمام ما معناه: والنبي يا سيد ما أجد شيئا مما ذكرت -مذكرا له بما كان يقول له؛ فذكر السيد ذلك وسقط في يديه، واعتذر إلى الإمام وقال: ما ظننت أن الأمر سيؤول بك إلى هذه الدرجة الرفيعة؛ فتبسم الإمام ورق له، وآنسه، والتفت إلى جدي رحمه الله وقال له: للسيد ما جاء اليوم -إن شاء الله - فجاء ذلك اليوم شيء كثير من النذور وغيرها، وكان فيها سداد السيد واستقامة حاله، فرحمة الله عليهم أجمعين.
ولما قام عليهم ما كان همه إلا النظر في صلاح المسلمين، وإزالة ما ابتدعه عتاة المفسدين، ورفع المظالم عن المؤمنين[52ب]، وإحياء علوم الأئمة الهادين، والقيام بجهاد البغاة المعتدين، وتفقد الضعفاء والمساكين، والأخذ على أكابر العلماء العاملين في تفقدهم، وإنهاء حاجات ذوي الحاجات إليه؛ ولقد أخبرني جدي بقية أكابر العلماء المجتهدين: عبد الحفيظ بن عبد الله المهلا رضوان الله عليه بأنه عليه السلام أخذ عليه في تفقد ذوي الحاجات والمسكنة، والأمر بصرف ما بأيدي العمال إليهم، فإذا كثر رفع ذلك إلى الإمام استحى جدي رحمه الله من كثرته، فيقول له [عليه السلام]: وهل الحقوق إلا لمثل هؤلاء؟
Bogga 246