193

Matmah Amal

مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال

Noocyada

Suufinimo

المتوكل على الله أمير المؤمنين أحق من لحظ بعين الرعاية، وأولى من أسبل عليه سربال الحياطة والكفاية، من رتع في حدائق العلم والوفاء، ورضع لبان الفضل والصفاء، وانتظم في سلك الوزارة والكفاية والبراعة، وثبت في صخر الكمال ومناصرة أئمة الآل قدر الاستطاعة، وصرف إلى الفضائل همته[46ب]، وشحذ للانخراط في سلك السابقين إلى المفاخر عزمته، ولما كان القاضي العلامة، المحقق الفهامة، واسطة عقد علماء الأمة، وصدر أكابر وزراء الأئمة، الشهير علما، العظيم فهما، حسام الملة والدين، قاضي قضاة المسلمين: عبد الله المهلا بن سعيد بن علي بن محمد بن علي النيسائي ثم الشرفي الأنصاري هو الحائز لهذه الصفات، والقارع لباب هذه الصفات، خرج أمر مولانا وإمام عصرنا المتوكل على الله: شرف الدين صلوات الله عليه وعلى آبائه وأجداده وصرف عنه كيد الكائدين، وعدوان المعتدين بإنشاء هذا المنشور الشريف، والرسم العالي المنيف، عقدا محررا، ونظاما مقررا، لا ينسخه ناسخ، ولا يفسخ عقد ثبوته فاسخ، يشهد له ولأولاده وأقاربهم وأرحامهم ومن يلوذ بهم بعلو المنزلة، وسمو الرتبة، ورفعه الشأن، وعلو المكانة والمكان، والإذن العام، والأمر التام، باختطاط هجرة الوعلية، والشجعة في جهاتنا الشرفية، وفوضنا إليه النظر في تلك الهجر المرضية، وإحياء علوم الذرية الزكية، محوطا في نفسه وولده وماله، معظما في جميع أحواله، مفوضا إليه صرف زكاة أملاكه، وأملاك شركائه وأقاربه وأرحامه في مصارفها التي أمر الله بوضعها فيهم من فقراء المؤمنين، وطلبة العلم الشريف من ملازمته الأكرمين وأمواله وأموال شركائه وأقاربه وأرحامهم وأولادهم كأموالنا في الحياطة والرعاية، ولا مطالب عليهم ولا خراصة، ولا اعتراض من نائب ولا عامل ولا عريف إليها، بل أمرها إليه وإلى أولاده من بعده ما تناسلوا خالدة تالدة، من أحدث فيها غير ما ذكرناه فقد أحدثه إلى جانبنا، ومن أرادهم بمكروه فقد خرج عن ذمتنا، وجميع من أوى إلى هجرته أو بلاده، أو التجأ إليه أو إلى أحد من أولاده، فحكمه حكمهم فيما أبرمناه، وأذنا له في أخذ كفايته وكفاية[47أ]من يلوذ به ويأوي إليه وإلى أولاده من بيت مال المسلمين، وقبضات أوقاف المساجد في جهاته، ومن أوصل إليه أو إلى أولاده شيئا مما أمره إلينا من الواجبات وغيرها فقد برئت ذمته من ذلك؛ لتفويضه ومكان ولايته، وثقته وأمانته، وخلوص محبته، ومناصرته ومناصرة آبائه الأكرمين للأئمة الهادين، ولعلمه وورعه وديانته، وحكم جهاته وأملاك في نيسا و(الظهرة) وسائر البلاد حكم ما ذكرناه، ولا اعتراض عليه ولا على أولاده وشركائهم وأرحامهم ومن يلوذ بهم، ومن استصحب شيئا من خطوطهم إلى عامل، أو نائب في مطلبه، أو جباية أو غيرها مما يؤخذ به سائر الرعية، وحكم ما يدخل عليه من مال أو عقار حكم ما مر ذكره في جميع الأمور، وقد أمرناه بإزالة المكوس والمظالم، ورفع المآثم، وتفقد الفقراء والمساكين، ورفع الظلامات، والحمل على الواجبات، وإزالة المفاسد والمقبحات، والحمل على ما كان عليه سيد النبيين، والأئمة الهداة المصطفين الأخيار من ذريته الأطيبين -صلوات الله عليهم أجمعين- فليعلم ذلك من وقف عليه من الولاة والعمال، غير متعدين حد ما وضعنا له، حرر في شهر محرم الحرام غرة سنة(945ه) في المخيم الأمامي ب(نهم) مخرجه لقصد افتتاح بلاد الأشراف أهل (صعدة) بعد أن وقع منهم محاصرة لحرمه (مارب) أعانه الله على ذلك إنه وليه والقادر عليه. انتهى.

Bogga 230