Matmah Amal
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
Noocyada
وعن خادمه سليم [قال]: كنت أتبعه حين ينام الناس بالمصابيح إلى بيت صغير يأوي إليه فيصرفني فاحتبست ليلة [35ب]لأنظر ما يصنع، فسهر [عليه السلام] الليل كله ركوعا وسجودا، وكنت أسمع وقع دمعه، فسمع في الصبح حسي وقال: عجلت، فقلت: لم أبرح الليلة، فاشتد عليه وحرج علي أن لا أحدث به أحدا، فما حدثت به إلا بعد وفاته في أيام المرتضى.
وعن أبي الحسين الهمذاني وكان شافعيا يجمع بين العلم والتجارة قال: قصدت (اليمن) بتجارة لأرى يحيى بن الحسين لما كان يتصل بي من أخباره، فلما جئت (صعدة) قلت لمن لقيته: كيف أصل إليه وبمن أتوصل؟
قال: الأمر أهون مما تقدره، تراه الساعة إذا دخلت الجامع للصلاة بالناس فإنه يصلي بهم الصلوات كلها، فصليت خلفه ولما فرغ تأملته فمشى إلى مرضى في ناحية المسجد فعادهم وتفقد أحوالهم، ثم مشى في السوق وأنا أتبعه، فغير شيئا أنكره ووعظ قوما وزجرهم عن بعض المنكر، ثم عاد إلى مجلسه بداره، فسلمت عليه فرحب بي وأجلسني وسألني عن حالي ومقدمي فعرفته بورودي للتبرك به وعرفني من أهل العلم فأنس بي وكان يكرمني إذا دخلت، فجلس يوما للمظالم، فشاهدت هيبة عظيمة ورأيت الأمراء والقواد وقوفا بين يديه على مراتبهم وهو ينظر في القصص ويسمع الظلامات ويفصل الأمور فبهرتني هيبته.
وادعى رجلا شيئا فأنكره المدعى عليه فأتى بالبينة، فحلف الشهود احتياطا فلما تفرق الناس، قلت: أيها الإمام حلفت الشهود.
قال: رأيي تحليفهم احتياطا عند التهمة، وهو قول طاووس من التابعين والله يقول: ?فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما?[المائدة:107] فاستفدت من تلك الحال مذهبه، ومن قال به من التابعين والدلالة عليه ولم أكن عرفته قبلها، وأنفذ إلي يوما يقول: إن كان في مالك زكاة فأخرجه إلينا؛ فقلت: سمعا وطاعة وأخرجت عشرة دنانير فاستدعاني بعد ذلك في يوم العطاء والمال يوزن ويخرج إلى الناس.
Bogga 180