Matmah Amal
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
Noocyada
وقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد الله بن محمد عما يتولاه إذا كان على ما ذكرت من جهالته بحقك، ولما رماك به من الأمر الذي قد علم أمير المؤمنين برأيك منه ولما تبين له من صدق نيتك وحسن طويتك وأنك لم تؤهل نفسك لشيء مما ذكره عنك، وقد ولي أمير المؤمنين ما كان يليه عبد الله بن محمد، محمد بن الفضل وأمره بإكرامك والانتهاء إلى رأيك وعدم مخالفتك وأمير المؤمنين مشتاق إليك، ويحب إحداث العهد بقربك، والتيمن والنظر إلى ميمون طلعتك المباركة، فإن نشطت لزيارته والمقام قبله وفي جهته ما أحببت حضرت، ومن اخترته من أهل بيتك ومواليك وحشمك على مهلة وطمأنينة، ترحل إذا شئت وتنزل إذا شئت وتسير كيف شئت، وإن أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة بن أعين مولى أمير المؤمنين في خدمتك هو ومن معه من الجند فالأمر إليك؛ وقد كتبت إليه بطاعتك، فما أجد عند أمير المؤمنين من أهل بيته ألطف منزلة ولا هو أنظر إليهم وأشفق عليهم منك إليه والسلام).
وكتب إبراهيم بن العباس في سنة ثلاث ومائتين فخرج أبو الحسن ويحيى بن هرثمة والجند حافين به إلى (سر من رأى) فتقدم المتوكل بأن يحجب عنه، فنزل في خان الصعاليك يومه ثم أفرد له المتوكل دارا حسنة فأقام بها مدة مكرما في ظاهر الحال والمتوكل يتبع له الغوائل فلم يقدره الله عليه [27ب]ومرض المتوكل من جراح بحلقه، فأشرف على الهلاك ولم يحسن أحد أن يمسه بحديد؛ فنذرت أمه لأبي الحسن إن عوفي بمال جليل فقال الفتح للمتوكل: لو بعثت إلى هذا الرجل -يعني أبا الحسن- فربما يكون عنده فرج لك؛ فمضى إليه رسوله فقال: خذوا كسب الغنم، وديفوه بما ء الورد وضعوه على الجراح ينفتح من ليلته بأهون ما يكون، وفيه شفاؤه إن شاء الله، فجعل بعض خواص المتوكل يهزأ منه.
Bogga 150