Matlac Budur
مطلع البدور ومجمع البحور
Noocyada
وأقول بعد هذه الترجمة الشريفة: من كرامات هذا القاضي - عادت بركاته - هذا الولد العلامة الفارس في علوم الاجتهاد، فإنه الآن عين الوجود بصنعاء، وهو خطيبها، وهو ينحو بتأديتها نحو والده، ويقتفيه، والولد كما قيل سر أبيه، وهو مدرس في الأصولين والنحو والتصريف والمعاني والبيان والتفسير والفقه، وله النظم البديع والروض المريع، وله كل معنى عجيب أينما توجه في معاني الشعر، ومن أراد الإشراف على شريف صنعته فعليه بتلويح المشوق، وله إلي - حفظه الله - جملة قصائد، ومن شعره إلى بعض إخوانه:
أعيدا لسمعي ما حلا لي وما مرا ... أحاديث حال كنت فيه وقد مرا
زمان تقضى بالأماني والمنى ... ولم يبق لي مما ذكرت سوى الذكرى
بسفح اللوى عصر الصبابة والصبا ... سقى الله ذاك السفح والناس والعصرا
مضى ومحيا العيش أبيض مشرق ... كأني به قد كنت في الجنة الخضرا
أجر ذيول العجب من خفض عيشتي ... كأني في ملك وفي رفعة كسرى
يطاوعني دهري إذا ما أمرته ... ويقسم أني لست أعصي له أمرا
وهي طويلة، وكم أعد من فرائده - أدام الله أيامه وكثر أمثاله -(1).
Bogga 146