Matlac Budur
مطلع البدور ومجمع البحور
Noocyada
ودام به(3) (المغني) عن الكتب مغنيا ... يعين على المعنى الدقيق ولا يعني انتهى كلامه، وهو سكر نباتي، لا يعرف لطائفه إلا من أدر الله على قلبه سحائب الألطاف، وهذا الكتاب المسمى بالمغني كتاب حري بالمقال، وقد قرض له الفضلاء في كل عصر كالقيراطي والدماميني، قال مصنف الكتاب - رضوان الله عليه - ما لفظه: وكاتب هذه العبد الحقير في أيام كلفه بالعربية وحبه لها جرى مع أولئك قبل أن يعرف من سبقه بالتقريض، وممن قرضه أيضا السيد العلامة صارم الدين إبراهيم بن محمد بن الوزير السابق ذكره في أيام كتابة السيد إبراهيم بن يحيى بن القاسم السابق ذكره كتبا التقريض في وقت واحد، فقال: لما وصل الفقيه الأديب العارف النجيب شهاب الدين أحمد بن محمد اليريمي إلى صنعاء المحمية - حرسها الله بالإيمان- شرح وروده الصدور، وما أهداه من غرائب الأمور، وكان من جملتها هذا الكتاب البديع، وكان من تفضله أن آثرني به مدة على غيري من الأصحاب فقلت ذاكرا لتفضله مادحا للكتاب:
سلام على المغني سلام مودع ... وإن كان تسليم المحبين لا يغني
تأملته إحدى وعشرين ليلة ... أروض به فهمي وأجلو به ذهني
وكنت إليه قبل ذلك صاديا(1) ... صدا الأرض إذ لم يأتها وابل المزن
فلما حباني أحمد منه نظرة ... رأى منه طرفي فوق ما سمعت أذني
وما أحمد إلا لبيب مهذب ... عليه لساني كل آونة يثني
حبا من بصنعاء اليمان بتحفة ... وجاء بها يمشي إليهم على اليمن
كأن معانيه شموس طوالع ... تزيد على الشمس المنيرة في الحسن
تفجر بحر النحو منه فكله ... عيون من الإعراب يذهب باللحن
وحبره لفظا ومعنى مصنف ... بما صيغ من مدح لمغن هو المغني
وسماه بالمغني وتلك إشارة ... فخذها إذا ما كنت حبرا من المعني
ونص عروسا فيه يعرب إنه ... مبين خفايا معرب النحو والمبني
يقرب للأفكار ما كان شاسعا ... وليس عليها بعده عالم يبني
/64/ انتهى كلامه - رحمه الله -.
Bogga 120