بصيرًا بعلوم كثيرة من علوم القرآن والأصول والحديث والفقيه وفنون العربية والحساب والطب والعبارة، وقد أخذ من كل علم بخط وافر، مع حفظه للأخبار والأشعار، روضة لجليسه. وكان قديم الطلب لذلك كله ببلده، وبغرناطة وبغيرها. فمن شيوخه بقرطبة: الأصيلي، وأبو عمرو الإشبيلي، وابن الهندي وعباس بن أصبغ، وأبو نصر، وخلف بن قاسم، وغيرهم. وتوفي في شوال سنة ست وأربعين وأربعمائة. ومولده سنة تسع وستين وثلاثمائة. ذكره ابن بشكوال.
ومنهم:
٩٧-عبد الرحمن بن صالح بن سالم الهمداني
يكنى أبا القاسم. هو أخو شيخنا الفقيه الراوية المحدث أبي عمرو بن سالم. وكان أبو القاسم هذا من أهل الطلب والنباهة. وله سماعات كثيرة مع أخيه أبي عمرو المذكور. وصفه الفقيه أبو الطاهر فقال: أما أبو القاسم فآية العلم غير منسوخة، ونهاية قد عرفنا ثبوته ورسوخه، أعطي قدرة في التوليد أسفر صبحه إسفارًا، وصيرت غيره ببيانه كالحمار يحمل أسفارًا. وتوفي ﵀ في سن الفتوة.
ومنهم:
٩٨-عبد الرحمن بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن التجيبي
يكنى أبا القاسم. هو القاضي أبو القاسم ابن عياش، ولد الكاتب المشهور. كان ﵀ من أهل الطلب خطيبًا فصيحًا تستعمله الملوك وتعظمه. وكان يزين المجالس بفصاحة لسانه، وحسن خدمته. ولي القضاء بكور كثيرة نبيهة. ولي في أحكامه. وكان مولده عام أحد وثمانين وخمسمائة. وتوفي ﵀ في يوم السبت التاسع لجمادى الأولى عام ستة وثلاثين وستمائة.