المهمَّات في شَرْحه المسَّمى (هَمْع الهَوَامع) (١). ونَقَل هناك عن أبي حَيّان (٢) أنه قال: "عِلْم الخط -ويُقال له: الهِجاء- ليس من علم النحو (يعني: بل هو مستقل) وإنما ذكره النَّحْويون في كتبهم لضرورة ما يحتاج إِليه المُبتدىء في لفظه وكَتْبِه، ولأن كثيرًا من الكتابة مَبْنىٌّ على أصول نَحْوية، ففى بيانها بيانٌ لتلك الأصول، ككتابة الهمزة على نحو ما تُسهَّل به، وهو باب من النحو كبير" (٣).
وقد ذكر الحريرى (٤) في أواخر (دُرَّة الغَوَّاص) (٥) نُبذةً من أوهام الخَوَّاص في
_________
(١) راجع همع الهوامع (ومعه جمع الجوامع) جـ٦ ص ٣٠٦ - ٣٤٠ (ط دار البحوث العلمية، الكويت ١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩م).
(٢) أبو حيان: محمَّد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطى الأندلسى النِّفرى، أثير الدين أبو حيان. من كبار العلماء باللغة والتفسير والحديث- ولد في إِحدى جهات غرناطة سنة ٦٥٤ هـ، ورحل إِلى مالقة، وتنقل إِلى أن أقام بالقاهرة وتوفى فيها سنة ٧٤٥ هـ بعد أن كف بصره. وقد اشتهرت تصانيفه في حياته وقرئت عليه. ومنها، "البحر المحيط" في تفسير القرآن، "طبقات نحاة الأندلس"، "منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك"، "اللمحة البدرية في علم العربية" (الدرر الكامنة لابن حجر جـ٤ ص ٣٠٢، النجوم الزاهرة جـ١٠ ص ١١١، شذرات الذهب جـ٦ ص ١٤٥، طبقات الشافعية للسبكى جـ٦ ص ٣١).
(٣) همع الهوامع جـ ٦ ص ٣٤١.
(٤) هو القاسم بن علي بن محمَّد بن عثمان، أبو محمَّد الحريرى، البصري، الأديب الكبير، صاحب "المقامات الحريرية"، سماه: "مقامات أبى زيد السروجى". مولده بالمشان (بليدة فوق البصرة) سنة ٤٤٦ هـ، وتأدب بالبصرة، وتوفى بها سنة ٥١٦ هـ. ونسبته إِلى عمل الحرير أو بيعه. ومن كتبه: "درة الغواص في أوهام الخواص" و"ملحة الإِعراب في صناعة الإِعراب" - أرجوزة. وله شعر حسن في ديوان. (من مصادر ترجمته: وفيات الأعيان جـ٤ ص ٦٣ - ٦٨، معجم الأدباء جـ ١٦ ص ٢٦١، طبقات الشافعية للسبكى جى ٤ ص ٢٩٥، خزانة الأدب جـ ٣ ص ١٧٧ وغيرها).
(٥) بداية من ص ٢٧١ إِلى ص ٢٨٤ (ط دار نهضة مصر للطباعة والنشر، القاهرة).
1 / 32