228

Matalic Daqaiq

مطالع الدقائق في تحرير الجوامع والفوارق

Baare

الدكتور نصر الدين فريد محمد واصل

Daabacaha

دار الشروق

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٧ م

Goobta Daabacaadda

القاهرة - مصر

Noocyada

٢ - النواهى والمباحات: أما النواهى، فيخرج الإنسان من عهدتها بتركها. وإن لم يشعر بها، فضلًا عن القصد إلى ذلك الترك (١). وكذلك الأمر فى المباحات، فإنها ليست مفتقرة إلى نية وإن كانت لا تكون عبادة إلا إذا نوى بها العبادة: كالأكل والشرب يقصد بهما التقوى على الطاعة، والجماع يقصد به إعفاف نفسه وزوجه وحصول نسل يعبد اللَّه تعالى، وترك الزنا والخمر مثلا يقصد به امتثال نهى الشارع. وهكذا كل فعل يصح أن يكون عبادة لا بد فيه من القصد؛ ليكون عبادة يترتب عليها الثواب، وإليه يشير حديث "إنما الأعمال بالنيات" (٢). وهذا الحديث متفق عليه، فيبقى استحضار النية عند المباحات والعادات؛ ليثاب عليها ثواب العبادة، ولا مشقة عليه فى القيام بها، بل هى مألوفة لنفسه مستلذة (٣). * * *

(١) المرجع السابق ص ٢٣. (٢) وفيه: "وإنما لعل امرئ ما نوى". وقد خرجه النسائى فى سننه (٢/ ١٠٢) فى كتاب الطلاق عن علقمة عن عمر -رضى اللَّه عنه- عن النبى ﷺ. (٣) الحسينى، نهاية الإحكام: ص ١٢.

1 / 234