المنهجِ الذي أوصَلَها إلينا، وهذا إمَّا بسببِ الاغترار بما يظنون أنهم عليه من علمٍ، أو تسفيههم لعلماء الإِسلام تقليدًا لبعض المُستشرقينَ والفِرق الضالة، أو أنَّهم مغررٌ بهم، أو تأديةِ بعضِهم لدورٍ مطلوب منهم في الحملاتِ المنسقة لمحاربة الإسلام. وإنْ كانت هذِه الشبهات ليست بالجديدة فجلّها اعتقادات لبعض الفرق الخارجة عن أهلِ السُّنة والجماعة، ولم تتوقف في وقتٍ من الأوقات؛ وإن اختلفت حدَّتها، ثم هي مع تطور وسائل الإعلام تسْتعرُ وتَشْتد، في محاولةٍ للحد من الصحوة الحديثية الموجودة عند كثير من طلبة العلم في العالم الإِسلامي، بل ولإضعاف الثقة والإيمان بأصول الإِسلام، والتقى في ذلك جَمعٌ من "العلمانيين" مع بعض "الشيعة" و"المستشرقين" وتلامذتهم وآخرين، في خليطٍ عجيب لا يجمعه إلا الصَّدّ عن سبيل الله وتنكب الصراط المستقيم.
وإنَّ كتابنا هذا فيه مِنَ الدلالة على اهتمامِ علماء الأُمَّة بدقةِ نقل الأخبار وضبط ألفاظها، ونحن نقدمه مساهمةً في الزود عن حياض أصلٍ من أصولِ الدين، وخدمةً للتراث الإِسلامي، وقد شوَّقنا للعمل في هذا الكتاب ما لمسناه أثناء تحقيقنا لكتاب "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" من كثرة ذِكر ابن الملقن له، ووافق ذلك أنَّ الأخ وائل بكر زهران كان قد شرع في نَسْخِه، ثم تركه لمشاغله، فسلَّمَنَا ما بَدَأَه، مما أعطانا دَفعةً أخرى لإنجازه. والحمدُ لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات.
وكتب: خالد الرباط
1 / 8