304

Matalic Anwar

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

Tifaftire

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث

Daabacaha

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1433 AH

Goobta Daabacaadda

دولة قطر

الدنيا، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، أي: علي أنهم قد أوتوا الكتاب.
وقيل: معنى: "بَيْدَ": غير، وقيل: (إلاَّ)، وكل ذلك بمعنى متقارب، وعلى الرواية الأخرى - إن صحت -، يكون التقدير: نحن السابقون إلى الجنة يوم القيامة بقوة أعطاناها الله وفضلنا بها وهدانا لقبول ما آتانا وامتثال ما أمرنا به من طاعته، وإن كنا مسبوقين في الدنيا بالوجود. والأيد والآد: القوة، ثم استأنف الكلام فقال: "إنَّهُمْ" أي: إن كل أمة أوتيت الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فاختلفوا، فهدانا الله لما اختلفوا فيه بتلك القوة التي آتانا الله وقوَّانا بها لهدايته وقبول أمره.
وقوله ﷺ: "إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ ورَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ" (١) بالوجهين، بالكسر على الشرط، وبالفتح علي تأويل المصدر، أي: إنك ووذرهم، ومعناه: وتركهم أغنياء خير من تركهم عالة، وأكثر رواياتنا فيه بالفتح. وقال ابن مَكِّي في كتاب "تقويم اللسان": لا يجوز هنا إلا الفتح (٢).
وفي الحديث نفسه: "إِنَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ" بالفتح للقعنبي وجماعة، ولابن القَاسِمِ بالكسر، وذكر بعضهم أنها رواية يحيي بن يحيي، والمعروف ليَحْيَي باللام التي للنفي، أي: "لَنْ تُخَلَّفَ" (٣)، وكلاهما صحيح المعنى (٤).

(١) "الموطأ" ٢/ ٧٦٣، البخاري (٦٣٧٣، ٤٤٠٩، ١٢٩٥)، مسلم (١٦٢٨) من حديث سعد بن أبي وقاص.
(٢) "تثقيف اللسان وتلقيح الجنان" ص ٢٥٦.
(٣) "الموطأ" ٢/ ٧٦٣.
(٤) ورد بهامش (س) ما نصه: أصل: وتكون بمعنى النافية لإتيان الإيجاب بعدها ورفع (تخلف) و(تعمل) كأنه قال: ما تخلف فتعمل إلَّا ازددت، وأما رواية ابن وضاح: (لن) باللام، ونحو هذا الكلام في هامش (ظ).

1 / 307