عمر الدارقطني في "تصحيف المحدثين" وأكثره مما ليس في هذِه الكتب، وما صنعه الإمام أبو سليمان الخطابي في جزء لطيف (١)، وإلا نكتًا مفترقة وقعت أثناء شروحها لغير واحد، لو جمعت لم تشف غليلًا، ولم تبلغ من البغية إلا قليلًا، وإلا ما جمع الشيخ الحافظ أبو علي الحسن بن محمد الغساني شيخنا ﵀ في كتابه المسمى: بـ "تقييد المهمل"، فإنه تقصى فيه أكثر ما اشتمل عليه الصحيحان، وقيده أحسن تقييد، وبينه غاية البيان، وجوده نهاية التجويد، لكن اقتصر على ما يتعلق بالأسماء والكنى والأنساب وألقاب الرجال، دون ما في المتون من تغيير وتصحيف وإشكال، وإن كان قد شذ عليه من الكتابين أسماء، واستدركت عليه فيما ذكر أشياء، فالإحاطة بيد من يعلم ما في الأرض والسماء. اهـ.
المبحث الثالث: الروايات التي اعتمد عليها القاضي عياض في كتابه
"مشارق الأنوار":
ساق القاضي عِياض في أول الكتاب أسانيده للكتب الثلاثة، فذكر أسانيد الصحيح بعد ذكر أسانيده إلى "الموطأ" قائلًا (٢):
أما كتاب "الجامع المسند الصحيح المختصر من آثار رسول الله ﷺ" للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل، البُخارِيّ المولد والمنشأ والدار، الجعفي النسب بالولاء، فقد وصل إلينا من رواية أبي عبد الله محمد بن يوسف الفِرَبْريّ، وأكثر الروايات من طريقه، ومن رواية إبراهيم بن معقل النَسَفي عن البُخارِيّ، ولم يصل إلينا من غير هذين الطريقين عنه، ولا
_________
(١) قلت: هو كتاب "إصلاح غلط المحدثين" وهو مطبوع عدة طبعات.
(٢) ١/ ٣٦ - ٣٩
1 / 26