232

Matalic Anwar

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

Baare

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث

Daabacaha

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1433 AH

Goobta Daabacaadda

دولة قطر

إرب، كما قال: "تَرِبَتْ يَمِينُهُ" (١) و"عَقْرَى حَلْقَى" (٢) وليس المراد وقوع هذا الدعاء، لكن من عادة العرب استعمال هذِه الألفاظ في دعم كلامها، وإلى هذا المعنى ذهب الْقُتَبِيُّ (٣)، قال (٤): وإنما دعا عليه بهذا؛ لما رآه يزاحم ويدافع غيره.
وقد جاء في حديث عمر: "أَرِبْتَ عَنْ يَدَيْكَ" (٥) أي: تقطعت آرابك، أو سقطت. فهذا يدل على (٦) أنه لفظ مستعمل عندهم بمعنى الدعاء الذي لا يراد وقوعه، ومن قال: "أَرَبٌ مَالَهُ" فمعناه: حاجة جاءت به، قاله الأزهري (٧)، وتكون "مَا" زائدة، وفي سائر الوجوه استفهامية، ومن قال: "أَرِبٌ مَالَهُ" فمعناه: رجل حاذقٌ فطنٌ سأل عما يعنيه، والْأَرَبُ والْإِرْبَةُ والْإِرْبُ والْمَأربة: الحاجة. ولا وجه لقول أبي ذرّ: "أَرَبَ".

(١) "الموطأ" ١/ ٥١، البخاري (١٣٠)، مسلم (٣١٠) في قصة أم سليم. والبخاري (٤٧٩٦، ٦١٥٦)، مسلم (١٤٤٥/ ٦، ٨) من حديث عائشة، ولفظه عند الجميع: "تَرِبَتْ يَمِينُكَ".
(٢) البخاري (١٥٦١، ١٧٦٢، ١٧٧١ - ١٧٧٢، ٦١٧٥)، مسلم (١٢١١/ ١٢٨) عن عائشة.
(٣) في (د): (القتيبي).
(٤) هكذا في النسخ الخطية، وإنما هي مقحمة في السياق؛ فما بعدها ليس من كلام القتبي، كما يشير المعنى، لكنه استئناف من القاضي عياض لشرحه كما في "المشارق" ١/ ٧٩، وانظر كلام ابن قتيبة في "غريبه" ١/ ٤٥٧.
(٥) رواه أبو داود (٢٠٠٤)، وأحمد ٣/ ٤١٦. وحسن إسناده المنذري في "المختصر" ٢/ ٤٣٠، وصحح إسناده الألباني في "صحيح أبي داود" (١٧٤٩).
(٦) من (د).
(٧) "تهذيب اللغة" ١/ ١٤٣.

1 / 235