الخيار وأودعته غرائب الودائع والأسرار، وأطلعته شمسًا يشرق شعاعها في سائر الأقطار، وحررته تحريرًا تجار فيه العقول والأفكار، وقربته تقريبًا تتقلب فيه القلوب والأبصار، وسميته بـ "مشارق الأنوار على صحاح الآثار" ..) (١).
وسيأتي في ترجمة القاضي والحديث عن كتابه "المشارق" ذكر نبذ من مقدمته هذِه في مواضع احتجنا فيها لذكرها ثانية.
ثم تلا القاضي تلميذُه ابن قرقول فألف كتابنا هذا "مطالع الأنوار" على منوال كتاب القاضي، على خلاف سيأتي بسطه.
وقد بدأنا أولًا بالحديث عن القاضي عياض وكتابه "مشارق الأنوار" باعتباره الأصل والنواة، ثم ثنيَّنا في الباب الذي يليه بالحديث عن ابن قرقول - بترجمة مستفيضة إلى حد كبير ولله الحمد والمنة - وكتابه "مطالع الأنوار" الذي هو محط الدراسة والتحقيق، ثم ثلَّثنا هذا الباب بالحديث عن مصنفات لها تعلق بالكتابين "المشارق" و"المطالع".
وأسأل الله الكريم أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتنا، وزخرًا لنا في يوم المعاد إنه ولي ذلك والقادر عليه.
_________
(١) مقدمة "مشارق الأنوار" للقاضي عياض ١/ ١٤ - ١٧ بتصرف.
1 / 17