277

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

يا حي، حتى انقطع نفسه، ثم قال: يا رحيم يا رحيم، حتى انقطع نفسه، ثم قال: يا أرحم الراحمين، حتى انقطع نفسه، سبع مرات، ثم قال: اللهم إني أشتهي من هذا العنب فاطعمنيه، اللهم وإن بردي قد أخلقا.

قال الليث: فو الله ما استتم كلامه حتى نظرت إلى سلة مملوءة عنبا- وليس على الأرض يومئذ عنب- وبردين جديدين موضوعين، فأراد أن يأكل فقلت: أنا شريكك فقال لي: ولم فقلت: لأنك كنت تدعو وأنا آمن فقال لي: تقدم فكل ولا تخبئ شيئا. فتقدمت فأكلت شيئا لم آكل مثله قط وإذا عنب لا عجم له فأكلت حتى شبعت والسلة لم تنقص، ثم قال لي: خذ أحب البردين إليك، فقلت: أما البردان فأنا غني عنهما، فقال لي: توار عني حتى البسهما، فتواريت عنه فاتزر بالواحد وارتدى بالآخر ثم أخذ البردين اللذين كانا عليه فجعلهما على يده ونزل، فاتبعته حتى إذا كان بالمسعى لقيه رجل فقال:

اكسني كساك الله يا بن رسول، الله فدفعهما إليه فلحقته فقلت: من هذا فقال: هذا جعفر بن محمد.

قال الليث: فطلبته لأسمع منه فلم اجده. فيا لهذه الكرامة ما أسناها ويا لهذه المنقبة ما أعظم صورتها ومعناها.

وأما أولاده فكانوا سبعة، ستة ذكور وبنت واحدة وقيل أكثر من ذلك. وأسماء أولاده موسى وهو الكاظم واسماعيل ومحمد وعلي وعبد [الله] واسحاق وام فروة.

وأما عمره فإنه مات في سنة ثمان وأربعين ومائة، في خلافة أبي جعفر المنصور وقد تقدم ذكر ولادته في سنة ثمانين فيكون عمره ثمان وستين سنة هذا هو الأظهر وقيل غير ذلك.

وقبره بالمدينة بالبقيع وهو القبر الذي فيه أبوه الباقر وجده زين العابدين وعم جده الحسن بن علي ((عليهم السلام))، فلله دره من قبر ما أكرمه وأشرفه وأعلى قدره عند الله (تعالى ).

Bogga 288