225

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

هذا حق سؤالك إياي يعظم لدي ومعرفتي بما يجب لك تكبر علي ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله والكثير في ذات الله (عز وجل) قليل وما في ملكي وفاء بشكرك، فإن قبلت مني الميسور ورفعت عني مئونة الاحتيال والاهتمام لما اتكلفه من واجبك فعلت فقال: يا ابن رسول اقبل القليل واشكر العطية وأعذر على المنع، فدعا الحسن ((عليه السلام)) بوكيله وجعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها فقال: هات الفاضل من الثلاثمائة ألف درهم، فأحضر خمسين ألفا قال: فما فعل الخمسمائة دينار قال: هي عندي قال: أحضرها فأحضرها، فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل فقال: هات من يحملها فأتاه بحمالين فدفع الحسن إليهم رداءه لكراء الحمل فقال له مواليه: والله ما عندنا درهم فقال: لكني أرجو أن يكون لي عند الله أجر عظيم.

ومنها ما رواه أبو الحسن المدائني قال: خرج الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر ((رضي الله عنهم)) حجاجا، ففاتتهم أثقالهم فجاعوا وعطشوا، فمروا بعجوز في خباء فقالوا: هل من شراب؟ قالت: نعم فأناخوا بها وليس الا شويهة في كسر الخيمة فقالت: احلبوها وامتذقوا لبنها، ففعلوا ذلك وقالوا لها: هل من طعام فقالت: لا إلا هذه الشاة فليذبحها أحدكم حتى أهيئ لكم ما تأكلون، فقام إليها احدهم فذبحها وكشطها ثم هيأت لهم طعاما فأكلوا وقاموا (1) حتى أبردوا فلما ارتحلوا قالوا لها: نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه فإذا رجعنا سالمين فألمي بنا فإنا صانعون إليك خيرا، ثم ارتحلوا، وأقبل زوجها فأخبرته عن القوم والشاة فغضب الرجل وقال: ويحك تذبحين شاتي لاقوام لا تعرفينهم ثم تقولين نفر من قريش؟ ثم بعد مدة ألجأتهما الحاجة إلى دخول المدينة فدخلاها، وجعلا ينقلان البعر إليها ويبيعانه ويعيشان منه، فمرت العجوز في بعض سكك المدينة فإذا الحسن ((عليه السلام)) على باب داره

Bogga 234