209

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

فبوئ في جهنم شر دار

عليه لم يجد عنها محيدا

فما سيان من هو في جحيم

يكون شرابه فيها صديدا

ومن هو في الجنان يدر فيها

عليه الرزق مغتبطا حميدا

وقوله أيضا فيه يرثيه ((عليه السلام)):

رأيت المشركين بغوا علينا

ولجوا في الزراية والضلال

وقالوا نحن أكثر إذ نفرنا

غداة الروع بالاسل النهال

فإن تبغوا وتفتخروا علينا

بحمزة فهو في الغرف العوالي

فقد أودى بعروة يوم بدر

وقد أبلى وجاهد غير آل

وقد غادرت كبشهم جهارا

بحمد الله طلحة في المجال

فخر لوجهه ورفعت عنه

رقيق الحد حودث بالصقال

وقوله:

ألا أيها الموت الذي ليس تاركي

ارحني فقد أفنيت كل خليل

أراك بصيرا بالذين أحبهم

كأنك تسعى نحوهم بدليل

وحضر لديه إنسان فقال: يا أمير المؤمنين اسألك أن تخبرني عن واجب وأوجب وعجيب وأعجب وصعب وأصعب وقريب وأقرب. فما انبجس بيانه بكلماته ولا خلس لسانه في لهواته حتى أجابه ((عليه السلام)) بأبياته فقال:

توب الورى واجب عليهم

وتركهم للذنوب أوجب

والدهر في صرفه عجيب

وغفلة الناس عنه أعجب

والصبر في النائبات صعب

لكن فوت الثواب أصعب

وكل ما يرتجى قريب

والموت من كل ذاك أقرب

فياما أوضح لذوي الهداية لفظ جوابه المبين، وياما أفصح عند أولى الدراية نظم خطابه المستبين، فلقد عبر أسلوبا من علم البيان

Bogga 218