184

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

تؤاخذني بما يقولون واجعلني كما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون.

ومن علاماتهم أن يكون له حزم في لين وإيمان في يقين، وحرص على تقوى، وفهم في فقه وحلم في علم وكيس في رفق، وقصد في غنى وخشوع في عبادة وتجمل في فاقة وصبر في شدة وإعطاء في حق وطلب لحلال ونشاط في هدى، وتحرج عن طمع وتنزه عن طبع وبر في استقامة، واعتصام بالله من متابعة الشهوات واستعاذة به من الشيطان الرجيم يمسي وهمه الشكر ويصبح وشغله الذكر، أولئك الآمنون المطمئنون الذين يسقون من كأس لا لغو فيها ولا تأثيم.

وقال ((عليه السلام)): المؤمنون هم الذين عرفوا ما أمامهم فذبلت شفاههم وعشيت عيونهم ونهجت ألوانهم، حتى عرفت في وجوههم عبرة الخاشعين فهم عباد الله الذين مشوا على الأرض هونا، واتخذوها بساطا وترابها فراشا رفضوا الدنيا وأقبلوا على الآخرة على منهاج المسيح ابن مريم، ان شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا وإن مرضوا لم يعادوا صوام الهواجر قوام الدياجر تضمحل عنهم كل فتنة وتنجلي عنهم [كل] كربه، أولئك أصحابي فاطلبوهم في أطراف الأرضين فإن لقيتم منهم احدا فاسألوه يستغفر لكم.

وقال ((عليه السلام)): شيعتنا المتباذلون في ولايتنا المتحابون في مودتنا المتوازرون في أمرنا، [الذين] إن غضبوا لم يظلموا وإن رضوا لم يسرفوا، بركة على من جاوروه سلم لمن خالطوه أولئك هم السائحون الناحلون الذابلون، ذابلة شفاههم خمصة بطونهم متغيرة ألوانهم مصفرة وجوههم كثير بكاؤهم جارية دموعهم، يفرح الناس ويحزنون وينام الناس ويسهرون إذا شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا وإذا خطبوا الابكار لم يزوجوا، قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة وأنفسهم عفيفة وحوائجهم خفيفة، ذبل الشفاه من العطش خمص البطون من الجوع عمش العيون

Bogga 193