Matalib Saul
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
Noocyada
أغنت عنهم فيما قد أهلكهم من خطب؟، بل قد أوهنتهم بالقوارع وضعضعتهم بالنوائب وعقرتهم للمناخر وأعانت عليهم ريب المنون، فقد رأيتم تنكرها لمن دان بها واجد إليها ظعنوا عنها لفراق أمد إلى آخر المستند هل احلتهم إلا الضنك أو زودتهم إلا التعب أو نورت لهم إلا الظلمة أو أعقبتهم إلا النار، أفهذه تؤثرون أم على هذه تحرصون أم إلى هذه تطمئنون؟.
يقول الله جل من قائل: من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون* أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون فبئست الدار لمن لم يتهمها ولم يكن فيها على وجل منها، اعلموا وأنتم تعلمون أنكم تاركوها لا بد فإنما هي كما نعتها الله تعالى لهو ولعب واتعظوا بالذين كانوا يبنون بكل ريع آية يعبثون، ويتخذون مصانع لعلهم يخلدون واتعظوا بالذين قالوا من أشد منا قوة واتعظوا بأخوانهم الذين نقلوا إلى قبورهم لا يدعون ركبانا، قد جعل لهم من الضريح أكنانا ومن التراب أكفانا ومن الرفات جيرانا، فهم جيرة لا يجيبون داعيا ولا يمنعون ضيما قد بادت أضغانهم فهم كمن لم يكن.
وكما قال الله (تعالى): فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين استبدلوا بظهر الأرض بطنا وبالسعة ضيقا وبالأهل غربة جاءوها كما فارقوها بأعمالهم إلى خلود الأبد، كما قال (عز وجل): كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين .
وقال ((عليه السلام)): أيها الذام للدنيا أنت المجترم عليها أم هي المجترمة عليك؟ فقال قائل من الحاضرين: بل أنا المجترم عليها يا أمير المؤمنين، فقال له: فلم ذممتها أليست دار صدق لمن صدقها ودار غنى لمن تزود منها ودار عافية لمن فهم عنها مسجد أحبائه ومنزل ومصلى أنبيائه ومهبط الملائكة ومتجر أوليائه، اكتسبوا فيها الطاعة وربحوا منها الجنة
Bogga 186