Matalib Saul
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
Noocyada
فما كان إلا هنيئة حتى عاد ومعه ذلك الفتى وامرأة، فقال لهما علي ((عليه السلام)): فيم طال تشاجركما الليلة؟ فقال الفتى: يا أمير المؤمنين ان هذه المرأة خطبتها وتزوجتها فلما خلوت هذه الليلة وجدت في نفسي منها نفرة منعتني ان الم بها، ولو استطعت إخراجها ليلا لأخرجتها عني قبل ظهور النهار فنقمت علي ذلك، ونحن في التشاجر إلى أن جاء أمرك فحضرنا إليك ، فقال علي ((عليه السلام)) لمن حضره: رب حديث لا يؤثر من يخاطب به أن يسمعه غيره، فقام من كان حاضرا ولم يبق عند علي ((عليه السلام)) غير الفتى والمرأة، فقال لها علي ((عليه السلام)): أتعرفين هذا الفتى فقالت: لا فقال: إذا أنا أخبرتك بحالة تعلمينها فلا تنكريها قالت: لا يا أمير المؤمنين قال: ألست فلانة بنت فلان؟ قالت: بلى، قال: أليس كان لك ابن عم وكل واحد منكما راغب في صاحبه قالت: بلى قال: أليس ان أباك منعك منه ومنعه عنك ولم يزوجه بك وأخرجه من جواره لذلك، قالت: بلى قال: ألست خرجت ليلة لقضاء الحاجة فاغتالك وأكرهك ووطأك، فحملت فكتمت أمرك عن أبيك وأعلمت أمك، فلما آن الوضع أخرجتك ليلا فوضعت ولدا فلفته في خرقة وألقته من خارج الجدران حيث قضاء الحوائج، فجاء كلب فشمه فخشيت أن يأكله فرمته بحجر فوقعت في رأسه فشجته فعدت إليه أنت وأمك، فشدت أمك رأسه بخرقة من جانب مرطها ثم تركتماه ومضيتما ولم تعلما حاله، فسكتت فقال لها: تكلمي بحق الله! فقالت: بلى والله يا أمير المؤمنين، إن هذا أمر ما علمه مني غير أمي فقال: قد أطلعني الله (تعالى) عليه فأصبح وأخذه بنو فلان فربى فيهم إلى أن كبر وقدم معهم الكوفة وخطبك وهو ابنك، ثم قال للفتى: اكشف عن رأسك فكشف رأسه فوجدت اثر الشجة فيه فقال ((عليه السلام)): هذا ابنك قد عصمه الله مما حرمه عليه فخذي ولدك وانصرفي فلا نكاح بينكما.
وفي هذه الواقعة منه ((عليه السلام)) ما يقضي بولايته ويسجل بكرامته.
Bogga 175