156

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

ثم جال علي جولة ثم رجع إلى موضعه وعلم معاوية أنه علي فقال: قبح الله اللجاج إنه لقعود ما ركبته إلا خذلت فقال عمرو بن العاص: المخذول والله اللخميان لا أنت فقال له معاوية: اسكت ايها الإنسان ليس هذه الساعة من ساعاتك، قال عمرو: فإن لم تكن من ساعاتي فرحم الله اللخميين ولا اظنه يفعل.

ومنها ليلة الهرير التي خاضت فيها ذكور لها ذمها وخرصانها بأيدي فرسانها، وصدرت بحمرة بهرامها بعد ورودها بروقه كيوانها واتصلت بها مصافحة الصفاح لصفحات رءوسها وأبدانها واتخذت لها الصوارم واللهازم من الطلا والكلى أبدالا من اجفانها، فيا لها ليلة سما قتامها فكفر كواكبها ونما ظلامها فستر مناكبها حتى خشعت لها الأصوات فلا يسمع إلا زئير وتضارب وهرير وتحارب وزجر وتقاضب وهبر وتواثب وتبر وتقاضب وكر وتغالب ووكز وتسالب ورجز وتجاذب وبز وتساحب وحز وتشاحب وصلصلة تبعث صهيلا، وغلغلة تورث غليلا وهمهمة تحدث دخولا وغمغمة تطمث فحولا، قد تحطمت رماحها وتثلمت صفاحها واخترمت رواحها وتواصل غدوها ورواحها. فالناس فيها يتلاطمون تلاطم السيول والأمواج ويتصادمون تصادم الفحول عند الهياج، لا يمتاز المحق من المبطل لتراكم ظلام الليل الداج وتفاقم قتام نقع العجاج حتى أسفر صباحها وهم بين مجد مشيح ومجدل طريح ومخذول جريح ومقتول نطيح.

هذا وعلي ((عليه السلام)) فيها كالهزبر الهصور والنمر الجسور لا يعترضه في ادحاض الباطل توهم فتور ولا قصور يختطف نفوسا ويقتطف رءوسا، ويسقي القاسطين من صاب المصائب كئوسا بحربه القاصم وضربه القاصم وسيفه الحاسم ورمحه الناظم، كلما قصد فارسا أعدمه وألقمه رغاما وكلما أردى قتيلا أعلن بالتكبير أعلاما فأحصيت تكبيراته المؤذنة بعدد من قتله، وحصرت لاستعلام عدة من جدله فكانت خمسمائة وثلاثا وعشرين قتيلا، فما تحلى بهذه المزايا والخلال ولا

Bogga 165