136

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

وآله وسلم) ونصره، وانجلت الغمة عن المسلمين بما أمدهم الله (تعالى) من جندي خلقه وأمره، وانقسمت جموع المشركين يومئذ إلى مجدول بقتله ومخذول بأسره، وكان علي ((عليه السلام)) خائض لجج غمراته بقلب قلب لا يجف وجري جنان لا يقف، مشمرا عن ساق شجاعة لا تنصرف وقدم إقدام لا تنحرف ومقدما بعضد عزم لا يضعف وساعد حزم لا يرجف، ومسفرا عن بارق همة لا تخلف وسابق بقوة لا يقرف يقط بشبا سيفه رقاب الهام قط الأقلام، ويحط الرءوس عن الجثث إلى مساحقة الأقدام، ويفجر من مجاري الطلا ينابيع دماء يسقي بها عطاش الرغام. فكان عدد من قتلهم ((عليه السلام)) يوم بدر من مقاتلة المشركين على ما قيل في المغازي، ونقله أبو محمد عبد الملك بن هشام في كتابه الذي صنفه وسماه بالسيرة النبوية استقلالا واشتراكا احد وعشرين قتيلا، منهم من اتفق الناقلون على مباشرته ((عليه السلام)) قتلهم انفرادا بلا خلاف وهم تسعة، ومنهم من شاركه في قتلهم غيره وهم أربعة، ومنهم من اختلف النقل فيهم فقيل هو باشر قتلهم وقيل غيره ثمانية.

فأما الذين استقل بقتلهم بلا خلاف فهم الوليد بن عتبة بن ربيعة خال معاوية بن أبي سفيان قتله مبارزة، والعاص بن سعيد بن العاص بن أمية وعامر بن عبد الله ونوفل بن خويلد بن أسد- وكان من شياطين قريش- ومسعود بن أبي أمية بن المغيرة، وأبو قبيس بن الفاكه وعبد الله بن المنذر بن أبي رفاعة، والعاص بن منبه بن الحجاج وحاجب بن السائب.

وأما الذين شاركه في قتلهم غيره فهم: حنظلة بن أبي سفيان بن حرب أخو معاوية، وعبيدة بن الحارث وزمعة وعقيل ابنا الاسود بن المطلب.

وأما الذين اختلف الناقلون في أنه ((عليه السلام)) قتلهم أو غيره فهم: طعيم بن عدي وعمير بن عثمان بن عمرو، وحرملة بن عمرو

Bogga 145