الغريب أني كلما رأيتهما أثرثر كثيرا، هما لا يتكلمان، فأندم لأني لم أسمع صوتهما، أقول في نفسي: «المرة القادمة، سوف أصمت، وأسمع لهما.» ولكن لا أستطيع ضبط ثرثرتي.
المزعج في النوم، أن أحلم بأن جنود الجدار يلعبون الكرة برأس الكرنب. كانوا يقفون بشكل دائري، وأنا في المنتصف، أركض خلف الكرنب، وأركض، وحين أحميه من أحذيتهم الكبيرة السوداء، ينزف دما أخضر.
ظلان جديدان
أربعة أشهر، ونحن نتقلب على أغصان الانتظار، يبدو أن القصة سوف تنتهي. أول تجربة لي مع الصبر مضت، إن تصبر، أو تضجر، فلا بد أن تمر الأيام. نما الكرنب وصار جاهزا للحصاد.
مر الوقت كسلحفاة هرمة، قلق ونوم وأحلام ومعارك ودموع، ورسائل ودعوات إلى الله، وشعوذة وتأمل وحب وكره، مر الوقت.
جدي، يطل من طرف المزرعة. كان ظله طويلا، هذه بشرى لي، ظله يرقص.
تأكدت حينئذ أن اليوم نهاية الماء، نهاية التراب، سنقلع الكرنب من الأرض إلى السوق، جدي دائما دقيق في الميعاد.
لا يفوته أي شيء في عائلتنا. كل مولود يولد في بيتنا يكون أول الحاضرين. هو من يوزع الأسماء علينا. قبل أن ينطق بالاسم كان ينظر في وجه جدتي، ثم يسمي المولود. كل حجر في البيت هو وضعه، كأنه أول جندي في سرية الحرب، لا يموت هذا الجندي، يشارك في وضع إشارة النصر دائما. حلمك يا جدتي صار جاهزا.
مد يده يتحسس أوراق الكرنب، فقطع ورقة، ثم مضغها. بقيت في فمه دقيقة، ثم بلعها، وأشار بيده ناحيتي، فجئت أركض. «ماسة، الكرنب جاهز للحصاد، لا بد أن نجمعه الليلة بسرعة، أنا خائف من جنود الجدار، وغدا لا بد أن يكون في السوق. سمعت أن سعره مرتفع. ماسة، اجمعي كل من في البيت، الآن.»
وبعد لحظات، كانت كل العائلة تقف وسط المزرعة. وضع مزيون على رأسه غطاء أسود، وبيده سكين كبيرة، رفعها إلى السماء وقال: «هيا بنا لننهي المعركة.»
Bog aan la aqoon