بعد تفكير عميق، خطرت في بالي فكرة رائعة في نظري، فقد جمعت عشرات الخنافس السوداء الكبيرة، ووضعتها في زجاجة بلاستيكية كبيرة، وصرت ألون كل خنفساء بالطباشير الأبيض، فأصبحت الخنافس بيضاء جميلة، وألقيت بها بين شتلات الكرنب، فصارت الخنافس تحفر في الأرض، وتدخل بالقرب من الشتلات.
ارتحت كثيرا؛ لأن الخنافس كانت مطيعة وهي ملونة، وكأنها عرفت أنها صارت أكثر تفاؤلا فدخلت في الأرض.
الضحك
الضحك أكثر الأشياء التي أحبها، قالوا: إن الضحك يقوي القلب، وأنا في هذا الوقت لا بد أن يكون قلبي قويا، صابرا. أن تكون بقلب قوي فتهدد هذا الجدار بالفناء. قد تتنفس الغازات المسيلة للدموع، وأنت تضحك؛ لأنك قوي. الضحك في حياتي هو أكثر الأشياء مجانية. من أسراري أن ضحكي يأتي في مواعيد محرجة. في الموت أضحك، وحين أخجل أضحك، وحين يسقط أمامي شخص قبل أن أساعده أضحك، وحين أشم رائحة كريهة أضحك، وحين أخبئ شيئا في جيوبي أضحك فينكشف أمري.
قبل النوم، حين تجبرنا أمي على النوم، نظل نضحك تحت الغطاء، نضحك ونضحك، حتى ننام، حين أدخل الحمام أضحك، وحين أخرج منه أضحك.
يا الله لو استطعت أن أجعل شتلات الكرنب تضحك مثلي! بالتأكيد ستصبح قوية وتكبر بسرعة ، كيف لي أن أجعلها تضحك؟ سوف أقلد لها ضحكات كل من حولي. مدير المدرسة دائما عاقد الحاجبين، يضحك فقط حين يأتي مسئول إلى المدرسة، ويكون حنونا، ويربت على أكتاف الطلاب، لو همس المسئول بكلمة خفيفة قد تضحك من يسمعها، لضحك المدير بصوت عال، كأنه يخرج من فمه صوتا مثل جرس المدرسة، يضحك كصوت الإذاعة المدرسية الصباحية المزعجة.
وحين يضحك المدير لا بد أن يضحك المدرسون، وحين يضحك المدرسون، لا بد أن يضحك الطلاب، ولكن الطلاب أكثر ذكاء في الضحك، كانوا يضحكون بسبب ضحكة المدير.
أما معلمتي ياسمين التي ماتت بمرضها، فكانت تضحك أيضا، كل يوم أحد تضحك، وعلمت سر ضحكها يوم الأحد؛ لأنها تزور أصدقاءها المسيحيين، قد تكون سمعت قصصا مضحكة. كان يوم الأحد لها يوم الضحك العالمي، وضحكتها لطيفة، ناعمة. حين يجيب أحد الطلاب عن أي سؤال تضحك بصوت عال، كناي البوص. بصراحة كأن ضحكتها لحن. •••
حين اشترى جدي بطيخة كبيرة جدا ومخططة، التففنا حولها، كانت النظرات قلقة، هل تكون ناضجة حمراء ومذاقها حلو؟ أو بيضاء؟ غرس جدي السكين في رأسها ونزل به إلى أسفل، وسال ماؤها الأبيض، تفاجأ الكل بأن البطيخة بيضاء، فضحكت جدتي على جدي، وقهقهت، فاحمر وجهه خجلا، لأنه كان يدعي أنه ماهر في شراء البطيخ. كان يقول: «بطرقة بسيطة على قشرة البطيخ، ومن الصوت تتعرف على البطيخة، حمراء أو بيضاء.» فشل هذه المرة، ورغم أنها كانت بيضاء، لكن مذاقها كان جيدا. جدتي دائما تحول الأشياء إلى الأفضل، أخذت قشر البطيخ، ووضعته في ماء وملح، وبعد يومين أصبح مخللا بطعم جميل، ألذ من طعم البطيخ الأحمر.
أيتها الشتلات حاولي أن تضحكي! فربما يتحرك التراب، هل تعلمين لماذا لا ننسى جدتي؟ لأنها تضحك من تحت التراب، ومن كثرة ضحكها تستطيع روحها أن ترج القبر، وتأتي إلينا، وتدور حولنا.
Bog aan la aqoon