Socdaalka Masraxa ee Masar
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
Noocyada
بعد ذلك قدمت الفرقة مسرحيتها الجديدة الرابعة، وهي «اليتيمتين» تعريب زاكي مابرو، وقد قالت جريدة «المقطم» عنها في 9 / 2 / 1907:
لا يزال حضرة المطرب المبدع والممثل الشهير الشيخ سلامة حجازي يتحف أبناء مصر بأحسن الروايات، فيمثلها برئاسته في دار التمثيل العربي، فيشهد كل ذي ذوق سليم برخامة الصوت وحسن الإلقاء وجودة الملابس. وسيتحف الجمهور الليلة فيمثل رواية جديدة اسمها «اليتيمتين»، وتمثل الحب الطاهر والفضيلة وعزة النفس والوفاء بمعناه الحقيقي، إلى غير ذلك من المزايا، ويتخلل فصولها أدوار موسيقية مطربة وتختم بفصل مضحك جديد. وأسعار الدخول على حالها، فنتمنى لهذا الجوق ولحضرة مديره التوفيق والنجاح.
وقد مثلت الفرقة هذه المسرحية عدة مرات طوال عشرة أشهر،
38
قبل أن تمثل أية مسرحية جديدة أخرى. وطوال هذه الأشهر أعادت الفرقة مسرحياتها القديمة بدار التمثيل العربي، ومنها: «العفو القاتل»، «شهداء الغرام»، «تسبا»، «أنيس الجليس»، «محاسن الصدف»، «الظلوم»، «تليماك»، «الجرم الخفي»، «عايدة»، «هناء المحبين»، «مغائر الجن»، «عظة الملوك»، «ضحية الغواية»، «هملت»، «غانية الأندلس»، «الرجاء بعد اليأس»، «غرام وانتقام»، «مطامع النساء»، «صلاح الدين الأيوبي»، «الاتفاق الغريب»، «ابن الشعب»، «البرج الهائل»، «ملك المكامن»، «حسن العواقب»، «صدق الإخاء»، «خليفة الصياد».
39
غلاف مخطوطة مسرحية «العفو القاتل».
وكمثال على موضوعات هذه العروض نجد مسرحية «العفو القاتل»، تأليف سليم ميخائيل فرنيني، تدور أحداثها حول الأمير أبي العلاء، الذي ورث عن أبيه خصلة الإحسان على الفقراء، والإنفاق عل أعمال الخير، ولكن هذه الأفعال لا ترضي عمه أبا دياب، ولا ترضي أمه الربيعة. وبمرور الأحداث نجد أبا دياب يدبر الخطط لقتل الأمير أبي العلاء بمساعدة والدته، أملا في زواجها من أبي دياب. وأخيرا تنجح الأم في وضع دواء معين في طعام الأمير حتى إذا ما تناوله يظهر بمظهر الأموات، وعند ذلك أعلن أبو دياب موت الأمير وتقلد هو الحكم، ولكن أبا دياب أراد شيئا آخر، وهو مكان كنز ثمين لا يعلمه إلا الأمير أبو العلاء؛ لذلك أظهره أمام الناس بالمتوفى، وهو في الحقيقة في سبات يشبه الموت، وفي المساء ذهب أبو دياب مع الربيعة وبعض الخدم إلى قبر الأمير، ومن ثم قام بإفاقة الأمير المسجى بدواء خاص، وحاول الضغط عليه من أجل إفشاء سر الكنز، ولكن أبا العلاء امتنع عن الكلام، فأغلق أبو دياب باب القبر عليه على وعد تكرار المحاولة مرة أخرى في الغد. وفي هذا الوقت كان يراقب الموقف سائح هندي كان الأمير يعطف عليه، فعرف الحقيقة، وبعد انصراف الأشرار استطاع السائح أن يفتح القبر وينقذ الأمير. وفي اليوم التالي يظهر الأمير أبو العلاء وسط شعبه ويعفو عن الخونة؛ لأنهم من أهله، ولكنهم رفضوا هذا العفو وانتحروا الواحد بعد الآخر. وهنا يكشف السائح عن أسرار خطيرة، وهي أن الربيعة لم تكن والدة الأمير؛ لأنها إحدى أسيرات جده، وأن أبا دياب أيضا لم يكن عمه، بل هو أحد أسرى والده، وهكذا تنتهي المسرحية.
ومن الجدير بالذكر أن الشيخ سلامة ضم إلى فرقته في هذه الفترة بعض العناصر الفنية، مثل: أمين عطا الله الذي تخصص في تمثيل الفصول المضحكة، والمطربين: سيد الصفتي وبولس صلبان للغناء بين الفصول، والمسيو أورست لمبو لتقديم الألعاب السحرية، هذا بالإضافة إلى موسيقى عبد الحميد علي، وعروض الفصول المضحكة وأشرطة السينماتوجراف وألعاب السيف والترس.
40
Bog aan la aqoon