لماذا لا تقول ستيلا: «اجلسي، أستطيع أن أفعل ذلك بمفردي أفضل منك»؟ كان هذا شيء تقوله عادة لمن يقدمون المساعدة ممن هم أقل كفاءة من كاثرين. لا تقول ذلك لأنها تحذر أمرا ما. تبدو حالة كاثرين غاية في الهشاشة والوهن. قد يؤدي انهيارها إلى نتائج لا تحمد عقباها.
تقول كاثرين: «يحبني، لا يحبني ... هكذا تمضي الأمور. تمضي إلى الأبد. ذلك ما كانت الأمواج تحاول أن تخبرني إياه.»
تقول ستيلا: «فقط من باب الفضول ... هل تؤمنين بالأبراج؟» «هل تعنين أنني قرأت طالعي؟ لا، ليس حقيقة. أعرف أناسا فعلوا ذلك. فكرت في الأمر. أعتقد أنني لا أومن بهذا الأمر بما يكفي حتى أنفق مالا عليه. أطالع هذه الأشياء في الصحف في بعض الأحيان.» «هل تطالعين الصحف؟» «أقرأ أجزاء منها فقط. تصلني إحدى الصحف. لا أقرؤها كلها.» «وهل تأكلين اللحم؟ تناولت لحم خنزير على العشاء.»
لا يبدو أن كاثرين تمانع في أن يجري استجوابها، أو أن تلاحظ حتى أن هذا استجواب. «حسنا، أستطيع أن أعيش على تناول السلاطات، خاصة في هذا الوقت من العام. لكنني آكل اللحم من وقت إلى آخر. أنا نباتية لا تتمتع بعزيمة كبيرة. كان رائعا، هذا اللحم المشوي. هل أضفت ثوما إليه؟» «ثوما ومريمية وإكليل الجبل.» «كان لذيذا.» «يسعدني ذلك.»
تجلس كاثرين فجأة، وتمد رجليها الطويلتين بطريقة صبيانية، جاعلة ثوبها يسقط بينهما. يثب هركليز، الذي ظل نائما طوال فترة العشاء على المقعد الرابع، على الجانب الآخر من المائدة، وثبة قوية ويستقر في حجرها.
تضحك كاثرين وتقول: «قط مجنون.» «إذا ضايقك، فاضربيه كي يذهب بعيدا.»
متحررة الآن من الحاجة إلى متابعة كاثرين بعينيها، تنهمك ستيلا في حك الأطباق ورصها، وشطف الأكواب، وتنظيف المائدة، ونفض المفرش، ومسح أسطح المطبخ. تشعر بالرضا وبالحيوية الكاملة. تتناول رشفة من العسل المخمر. تمر كلمات من أغنية عبر رأسها، لكنها لا تدركها حتى خرجت كلمات قليلة من هذه الأغنية على شفتيها وعرفت أنها نفس الأغنية التي كان ديفيد يغنيها، في وقت مبكر من اليوم. «إن ما هو قادم ليس مؤكدا!»
تصدر كاثرين صوت شخير خفيف، وتحرك رأسها إلى أعلى. لا يخاف هركليز، لكنه يحاول أن يستقر أكثر، ناشبا مخالبه في ثوبها.
تقول كاثرين: «هل كان ذلك أنا؟»
تقول ستيلا: «أنت في حاجة إلى بعض القهوة ... تماسكي. ربما لا يجدر بك أن تخلدي إلى النوم الآن.»
Bog aan la aqoon