بدت الطائرة الصغيرة، وكأنها لا تتحرك على الإطلاق، على الرغم من أن محركها لم يتوقف أبدا؛ كان يصدر ضجيجا هائلا. طاروا في الهواء، على ارتفاع ألف قدم أو نحو ذلك من الأرض. في الأسفل كانت شجيرات العرعر منتشرة مثل وسادة دبابيس في الحقول، وأشجار الأرز معروضة على نحو ساحر مثل أشجار الكريسماس اللعبة. كان ثمة موجات صغيرة لامعة في المياه الداكنة. كان مظهر الألعاب، والصغر المتناهي في كل شيء له تأثير مميز ومؤلم على صوفي. كانت تشعر كما لو كانت هي، لا الأشياء على الأرض، التي تضاءلت، لا تزال تتضاءل؛ أو أنها والأشياء كانت تتضاءل جميعا. كان هذا الشعور في غاية القوة، حتى إنه تسبب في وخز خفيف في يديها وقدميها الضئيلة، التي تشبه الكابوريا الآن؛ وخزة ضآلة مدهشة، وعي بضآلة مدهشة. تقلصت معدتها؛ كانت رئتاها أشبه بجوالي بذور فارغين، وكان قلبها مثل قلب حشرة.
قال لورنس مخاطبا الطفلين: «سرعان ما سنطير فوق البحيرة ... أترون كيف أن الحقول تغطي جانبا وتغطي الأشجار الجانب الآخر؟ مثلما ترون، في أحد الجوانب توجد تربة فوق حجر جيري، وفي الجانب الآخر الدرع الكندي الذي يعود إلى فترة ما قبل العصر الكامبري. جانب مغطى بالصخور والجانب الآخر بالجريد. هذا ما يطلق عليه البحيرة المتلألئة.» (كان لورنس قد درس الجيولوجيا وكان يحبها، وقد كانت تأمل صوفي في أن يصير جيولوجيا بدلا من رجل أعمال.)
وهكذا، كانوا بالكاد يتحركون. كانوا يطيرون فوق البحيرة. رأت صوفي جهة اليمين مدينة أوبريفيل بالكامل، والشق الأبيض الكبير لمحجر السيليكا. لم تخف وطأة شعورها بارتكاب خطأ، بوجود مشكلة ما غريبة جدا ولا يمكن التعبير عنها . لم يكن الأسلوب الذي تعاملت به مع الأمر، بل ما بعد الكارثة هو ما كانت تحس بوطأته، في هذا الهواء الذهبي؛ تشعر كما لو كان جرى كنسهم وإلغاؤهم، وطيهم في صورة نقاط، وتحولوا إلى ذرات، لكن دون أن يعرفوا.
قال لورنس: «لنر ما إذا كنا سنستطيع أن نرى سطح منزلنا الخشبي.» ثم قال مخاطبا الطيار: «كان جدي ألمانيا؛ شيد المنزل وسط الأشجار، مثل كوخ صيد.»
قال الطيار، الذي كان يعرف على الأقل ذلك عن عائلة فوجلسانج: «هل كان الأمر كذلك؟»
هذا الشعور - كانت صوفي تدرك ذلك - لم يكن جديدا بالنسبة لها. كان يراودها وهي طفلة. شعور حقيقي بالضآلة، شعور ضمن جعبة مشاعر من الخوف والدهشة، أو حالات تنتاب المرء عندما يكون صغيرا جدا. مثل الشعور بالتعلق في وضع مقلوب، بالسير على السقف، بالسير على عتبات باب مرتفعة. سرور رهيب كانت تشعر به آنذاك، لذا لماذا لا تشعر بهذا الآن؟
لأن الأمر لم يكن باختيارها، الآن. كان لديها شعور أكيد بتغيرات في الأفق، لم تكن من اختيارها.
أشار لورنس إلى السطح، سطح المنزل الخشبي. تعجبت في رضى.
لا تزال تنكمش، تنطوي على نفسها في صورة تلك النقطة المثيرة للغثيان، لكنها لا تختفي، تماسكت هنا. تماسكت هنا، مستخدمة كل ما تملك من قدرة، وقالت لحفيديها: انظرا هنا، انظرا هناك، أترون الأشكال على الأرض، أترون الظلال والضوء الغاطس في الماء؟
3 «إن جلوس زوجتي بمفردها متعتها الكبرى.»
Bog aan la aqoon