199

كان أول شيء قالته للورنس: «هذا خطأ.» كانت تشير إلى اختياره، فطيرة الراعي.

كان لورنس محرجا أو عنيدا جدا بحيث لا يستطيع إرجاعها. قال: «تناولتها من قبل وكانت جيدة.» انتظر للحظة قبل أن يحصل على الباقي. «يذكرني هذا بما تصنع أمي.» «لا بد أن أمك طاهية مريعة.» «هي كذلك.»

هاتفها تلك الليلة، مراوغا حتى يعرف اسمها. قال في عدم ثبات: «أنا صاحب فطيرة الراعي ... هل تذهبين معي إلى السينما؟»

قالت إيزابيل، تلك الفتاة الفظة، التي ترتدي سترة ضيقة، والتي ستكون بمنزلة مفاجأة بالنسبة إلى صوفي بالتأكيد: «أنا مندهشة لأنك لا تزال حيا ... بالتأكيد.»

كانت دينيس تحفظ هذا عن ظهر قلب. كانت تسعى إلى شيء مختلف. «لماذا خرجت معه؟ لماذا قلت: «بالتأكيد»؟»

قالت إيزابيل: «كان وسيما ... بدا مثيرا.» «هل هذا كل ما في الأمر؟» «حسنا. لم يكن يتصرف كما لو كان عطية الرب إلى النساء. كانت يتورد خجلا عندما كنت أتحدث إليه.»

قالت دينيس: «إنه يتورد خجلا أحيانا ... وهكذا أنا. هذا أمر مريع.»

كانت تظن أن هذين الشخصين، لورنس وإيزابيل، أباها وأمها؛ يخفيان عنها شيئا. شيئا بينهما. تستطيع أن تشعر بشيء يبرز حديثا ومعذبا، أو كامنا في الأسفل ومرا، لكنها لم تتوصل قط إلى ماهية الأمر، أو كيف كان الأمر يمضي. لم يكونا ليسمحا لها.

كانت أوبريفيل بلدة بيوتها مصنوعة من الحجر الجيري، مشيدة بحذاء النهر. كان مسبك المواقد القديم، الذي كان مصدر دخل والد صوفي، لا يزال موجودا هناك على ضفاف النهر . كان قد تحول جزئيا إلى مركز صناعات، حيث يصنع الناس الزجاج، وينسجون الأوشحة، ويصنعون بيوت الطيور، التي كانت تباع في مقر المركز. كان اسم فوجلسانج - الاسم الألماني الذي كان يظهر أيضا على المواقد وكان قد أسهم في سقوط الشركة خلال الحرب العالمية الأولى - لا يزال موجودا، منحوتا في الصخر، فوق الباب. تحول المنزل الجميل الذي ولدت صوفي فيه إلى دار رعاية.

كانت المتعهدة تعيش في أحد شوارع البلدة الجديدة؛ الشوارع التي كانت صوفي تكرهها. كانت الشوارع مرصوفة حديثا، عريضة وسوداء، ذات حواف ناعمة. لم يكن ثمة أرصفة. لم يكن ثمة أشجار أيضا، ولا وشائع أو سياجات، فقط بعض شجيرات الزينة الصغيرة تحوطها بكرات من الأسلاك لحمايتها. كانت المنازل ثلاثية المستويات التي على غرار بيوت المزارع يلي بعضها بعضا. كانت بعض الطرق الخاصة مرصوفة بحجر مسحوق أبيض لامع يسمى، في أوبريفيل، «رخاما أبيض». وسط إحدى المروج، كان ثمة ثلاث غزالات بلاستيكية منقطة، وعند عتبة باب، صبي أسمر صغير يحمل مصباحا للعربات. كان ثمة مجموعة من الصخور الضخمة الملطخة باللونين القرنفلي والرمادي تمنع الناس من عبور قطعة أرض جانبية.

Bog aan la aqoon