Court
إلى دكتور ستريتر. ربما تعني المرأة «كونت»
Count ، خالطة بين الهجاءين. إذا كان الأمر هكذا، فهي ترغب في أن تسخر منه. إطلاق لقب «كونت» عليه يعد مزحة، و«في الحديقة» تعني شيئا آخر، أيضا، وهو ما يجب على ماري جو التركيز جدا عليه لمعرفته.
تفتح المرأة يدها وتري ماري جو بعض الزهور الزرقاء الصغيرة - مثل قطرات الثلج، لكنها زرقاء - وتشير إلى أن هذه «محكمة» وإلى أن «محكمة» تعني زهورا.
خدعة، تعرف ماري جو ذلك، لكنها لا تستطيع أن تركز لأنها تستيقظ من النوم. في طائرة نفاثة جامبو فوق المحيط الهادئ، وشاشة الأفلام مغلقة، والأضواء مطفأة تقريبا، وحتى الطفل الرضيع نائم. لا تستطيع العودة عبر مراحل الحلم المختلفة إلى الجزء الواضح، في حمام السيدات، عندما كانتا تنضحان وجهيهما بالماء البارد وكانت هي - ماري جو - تقول للفتاة كيف يمكن أن تنقذ نفسها. لا تستطيع بلوغ ذلك. ينام الأشخاص حولها تحت البطاطين، رءوسهم على وسائد برتقالية صغيرة. بطريقة ما، جرى توفير وسادة وبطانية لها أيضا. الرجل والفتاة عبر الممر نائمان، فماهما مفتوحان، وصحت ماري جو من أحلامها على شخيرهما الثنائي المعبر، البريء. •••
هذه بداية إجازتها.
نزعة غريبة
(1) خطابات مجهولة المصدر
كان لدى أم فيوليت - العمة آيفي - ثلاثة صبية صغار، ثلاثة صبية رضع، وفقدتهم جميعا. ثم أنجبت الفتيات الثلاث. ربما لتواسي نفسها على الحظ السيئ الذي عانت منه بالفعل، في ركن خلفي من منطقة ساوث شيربروك - أو ربما حتى تعوض، على نحو مسبق، غياب مشاعر الأمومة - أطلقت على البنات أبهج الأسماء التي استطاعت التفكير فيها: أوبال فيوليت (حجر الأوبال البنفسجي)، دون روز (وردة الفجر)، وبوني هوب (الأمل المبهج). ربما لم تفكر في هذه الأسماء إلا باعتبارها مجرد أسماء جمالية مؤقتة. تساءلت فيوليت؛ هل تصورت أمها على الإطلاق أن بناتها سيضطررن إلى حمل هذه الأسماء مدة قد تصل لستين أو سبعين عاما لاحقة، عندما يصرن نساء ثقيلات الحركة، واهنات؟ ربما كانت تظن أن بناتها سيمتن أيضا. «الفقد» يعني موت أحد الأشخاص. تعني «فقدتهم» أنهم ماتوا. كانت فيوليت تعرف ذلك. على الرغم من ذلك، تصورت العمة آيفي - أمها - تخوض في حقل سبخي، عبارة عن قطعة أرض خالية خلف مخزن الحبوب، مكان قليل الضوء مليء بالحشائش الخشنة وأجمات جار الماء. هناك فقدت العمة آيفي، في الضوء الحزين، أطفالها الرضع. كانت فيوليت تنسل أسفل سياج فناء مخزن الحبوب إلى قطعة الأرض الخالية، ثم تدخلها في حذر. كانت تختفي خلف أجمات جار الماء حمراء الساق وأجمات شائكة أخرى مجهولة الاسم (كان هذا يحدث دائما في وقت كئيب، رطب من العام؛ في أواخر الخريف أو أوائل الربيع)، وكانت تدع الماء البارد يغطي أصابعها داخل حذائها المطاطي. كانت تتأمل معنى الفقد. فقدان أطفال رضع. يتصاعد الماء عبر الحشائش الخشنة. بعيدا أكثر، كانت ثمة برك وحفر مغمورة بالماء. كان قد جرى تحذيرها. وطئت بقدميها في ذلك في بطء، مراقبة الماء يتسلل إلى أعلى حذائها عالي الرقبة. لم تخبرهم قط. لم يعرفوا قط أين ذهبت. فقدت.
كانت غرفة الضيوف المكان الذي كانت تستطيع التسلل إليه بمفردها. كانت ستائر النافذة مسدلة بالكامل؛ كان الهواء ثقيلا وسميكا، كما لو كان قد تحول إلى كتلة ملأت الغرفة تماما. في أماكن ثابتة محددة كانت توجد الصدفة المدببة، المتوردة التي ينحبس فيها صوت زئير البحر، وتمثال الرجل الاسكتلندي الضئيل الذي يرتدي تنورة حاملا كأسا بها جعة تميل لكن لا تنسكب أبدا، ومروحة مصنوعة بالكامل من الريش الأسود اللامع، وطبق كان تذكارا من منطقة شلالات نياجرا عليه نفس الصورة الموجودة على علبة منتج «شريديد ويت». ولوحة موضوعة في برواز على الحائط كانت تؤثر على فيوليت أيما تأثير، حتى إنها لم تكن تستطيع النظر إليها عندما دخلت إلى الغرفة. كانت تضطر إلى أن تسير متفادية إياها، جاعلة إياها دوما خارج مجال نظرها. كانت اللوحة تظهر ملكا معتمرا تاجه، وثلاث سيدات طويلات يشبهن الملكات، يرتدين فساتين داكنة. كان الملك نائما، أو ميتا. كانوا جميعا على شاطئ البحر، وكان ثمة قارب منتظر، وكان ثمة شيء يخرج من هذه اللوحة إلى الغرفة؛ موجة ناعمة، داكنة من العذوبة والأسى غير المحتملين. بدا ذلك كعلامة بالنسبة إلى فيوليت؛ كان أمرا متصلا بمستقبلها، حياتها، بطريقة لم تستطع تفسيرها أو التفكير فيها. بل إنها لم تستطع النظر إلى اللوحة في وجود شخص آخر في الغرفة. لكن تلك الغرفة نادرا ما يكون فيها أحد. •••
Bog aan la aqoon