185

أخبرتنا الشيخة الصالحة أم محمد ست العرب بنت جمال الدين عبد الله بن عبد الملك بن عثمان المقدسي قراءة عليها وأنا أسمع في سنة ثلاث وسبعين وست مئة، قالت: أبنا أبو المنجى عبد الله بن عمر بن علي بن زيد ابن اللتي، قال: أبنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي، قال: أبنا جمال الإسلام أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي، قال: أبنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه الحموي، قال: أبنا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم الشاشي، قال: ثنا عبد بن حميد بن نصر الكشي، قال: أبنا عبد الرزاق، أبنا معمر، عن الزهري، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فمرضت مرضا أشفى علي منه الموت، فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله! إن لي مالا كثيرا وليس يرثني إلا ابنة لي، أفأوصي بثلثي مالي؟ قال: "لا".

قلت: فشطر مالي؟ قال: "لا".

قلت: فبثلث مالي؟ قال: "الثلث، والثلث كثير، إنك يا سعد أن تدع ورثتك أغنياء بخير خير لك من أن تدعهم عالة يتكففون الناس، إنك يا سعد لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك".

قلت: يا رسول الله! أخلف بعد أصحابي؟ قال: "إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله عز وجل إلا ازددت به درجة ورفعة، ولعلك أن تخلف حتى ينفع الله بك أقواما ويضر بك آخرون، اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة". رثى له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان [مات] بمكة.

Bogga 264