Mashyakha
مشيخة ابن جماعة
Baare
موفق بن عبد القادر
Daabacaha
دار العرب الإسلامي - بيروت - لبنان
Lambarka Daabacaadda
الأولى، 1988م
عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر المقدسي الحنبلي، أبو محمد بن أبي عمر.
إمام من أئمة العلم، وشيخ من شيوخ الإسلام، له مهابة، وعليه جلالة، وكان شيخ وقته، وفريد عصره، عظيم القدر رفيع الذكر، حسن الخلق، وضيء الوجه كثير الفضائل والمحاسن، وكان عارفا بالفقه، كثير النقل، صحيح المناظرة، حسن الاستدلال، بصيرا بالجمع والفرق، ثاقب الذهن، قوي الحافظة، يلقي دروسا مطولة من التفسير والحديث والفقه، وكان له معرفة بالحديث والأصول والعربية، وله تلامذة كثيرة قرءوا عليه وانتفعوا به، ووردت إليه الفتاوى من البلاد، وقصد من الأقطار، وكان كثير الصلاح والديانة، حسن السمت، متواضعا ملازما للأشغال لا يقطع الوقت إلا بخير، مطرحا للتكلف متبعا للسنة، يقف مع ذي الحاجة من صغير وكبير حتى يقضي حاجته، لكل طائفة من الطوائف منه نصيب وافر، لا يبخل بماله وجاهه عمن يقصده لم يره أحد إلا عظمه وبجله واستمع إليه وقضى حاجته، وكان له عبادة وتوجه وعمل صالح ومعاملة في السفر، وظهرت له كرامات وأشياء حسنة، ورويت له منامات صالحة، ولما ولي القضاء في جمادى الأولى سنة أربع وستين، امتنع من أخذ جامكية على الحكم، وقال: أنا في كفاية، وكان يخطب بالجامع المظفري بسفح قاسيون، ويؤم به، ويدرس بدار الحديث الأشرفية بالجبل وبمدرسة ابن الجوزي بالبلد، وسمع الحديث الكثير من جماعة من الشيوخ منهم: والده الشيخ أبو عمر شيخ الحنابلة، وعمه إمام الحنابلة، وعالمهم أبو محمد عبد الله بن أحمد، والشيخ الزاهد أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور، وابن أخيه الحافظ أبو الفتح محمد بن الحافظ عبد الغني، وأبو علي حنبل الرصافي، وأبو حفص بن طبرزد، وأبو اليمن الكندي، والقاضي أبو القاسم بن الحرستاني، وأبو المعالي محمد بن وهب بن الزنف السلمي، وأبو المحاسن محمد بن كامل التنوخي، والقاضي أبو المعالي أسعد بن المنجي التنوخي، وأبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسين الأنباري، وأبو محمد عبد المجيب بن زهير بن زهير الحربي، وأبو البركات بن ملاعب، وأبو عبد الله بن البناء، وأبو الفتوح بن الجلاجلي، وأبو الفتوح بن البكري، وأبو الفضل أحمد بن محمد بن سيدهم، وأبو نصر موسى بن الشيخ عبد القادر الجيلي، وأبو المجد محمد بن محمد الكرابيسي، وست الكتبة بنت علي بن يحيى بن الطراح، وسمع بالقاهرة من أبي بكر بن باقا، ومرتضى بن العفيف المقدسي، وطبقتهما، وسمع بالقدس من أبي علي الأوقي، وحج في سنة تسع عشرة وست مائة، وسمع بمكة والمدينة شرفهما الله، روى عنه أبو الفتح عمر ابن الحاجب في معجمه، ومات قبله بأكثر من خمسين سنة، وقال: سألت عنه الحافظ أبا عبد الله محمد بن عبد الواحد؟ فقال: إمام عالم خير، تفقه على عمه، وقد شرح كتاب عمه المسمى بالمقنع، وكان الشيخ الإمام أبو زكريا النواوي الشافعي يقول: هو أجل شيوخي، مولده في الخامس والعشرين من المحرم سنة سبع وتسعين وخمس مائة، بسفح جبل قاسيون، وتوفي في ليلة الثلاثاء سلخ شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وست مائة، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة والده بسفح جبل قاسيون ظاهر دمشق، وحضر جنازته كثير رحمه الله وإيانا.
Bogga 137