Mashariq Anwaarul Culuub
مشارق أنوار العقول
Noocyada
( قوله ونعم): أي كفر نعم وهو ما نشأ عن تأويل الخطأ كاستحلال ما حرمه الله تعالى بتأويل الخطأ من فاعله أو قائله كخلاف جميع من خالف المسلمين وبرأتهم منهم بتأويل الخطأ وما فعل انتهاكا كمقارنة شيء مما أوعد الله على فعله النكال في الدنيا والعذاب في الآخرة أو عذاب به أمة من الأمم الماضية كالقتل والزنا والربا والسرقة وبخس المكيال، والميزان، وإتيان الرجال، وعقر الناقة والاعتداء في السبت، لأهل ذلك الزمان وغير ذلك أ. ه فهو قسمان:
(أحدهما): ما فعل باستحلال وهو ما دان به المتدين بتأويل الخطأ ويسمى مستحلا بالتأويل أما المستحل بلا تأويل فهو مشرك كما سيأتي.
(وثانيهما): ما فعل بانتهاك وهو ما يفعله المتدين والحال أنه محرم له في دينه أي يعتقد في دينه أن ذلك الشيء حرام فيأتيه ولكل واحد منهما حكم سيأتي بعضه في ركن التوبة إن شاء الله تعالى ونذكر هنا بعضه الآخر.
(اعلم) أن حكم المستحلين بالتأويل أن يدعوهم الإمام للدخول في دين الحق وولاية المسلمين والخروج من دين الضلال والبراءة من أئمة الضلال فإن أجابوا إلى ذلك كان لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين وإن أبوا دعاهم إلى الإذعان لحكمه والتسليم له فإن أذعنوا أجي فيهم حكم المسلمين وأخذ الزكاة من أغنيائهم ووضعها في فقرائهم وإن امتنعوا من ذلك ناصبهم الحرب ولا يحل منهم غير دمائهم فلا تغنم أموالهم ولا تسبى ذراريهم ولا يتبع مدبرهم ولا يجهز على جريحهم، إلا إذا كان لهم مأوى يأوون إليه أو فئة ينحازون إليها فإنه حينئذ يجهز على جريحهم ويتبع مدبرهم إن ظن أنهم يصلون ذلك المأوى وتلك الفئة أما إذا ظن أنهم لا يبلغون إليها فحكمهم كما لو لم يكن لهم مأوى ولا فئة، وتحل ذبائحهم ومناكحتهم وموارثتهم في السلم والحرب وحكم المنتهكين كحكم هؤلاء المستحلين في جميع ما مر إلا أنهم لا يدعون إلى براءة من أئمة الضلال فإنهم يدينون بها ولا إلى ولاية لأهل العدل فإنها معتقدهم.
Bogga 286